08-08-2024 09:42 AM
بقلم : بلال حسن التل
تعج وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار عن بناء ديوان (مضافة) لهذه العشيرة أو تلك العشيرة، أو قيام هذه العشيرة اوتلك بترميم مضافتها، واحيانا يعلن احدهم عن ترميم مضافة جده أو جد ابيه، ظنا من الجميع ان هذه المباني تصنع لهم زعامة أو مكانة اجتماعية، وتعيد لهم تاريخ اجدادهم، وقد فات هؤلاء جميعا ان المباني لا تصنع زعيما ولا تبني مكانة اجتماعية ولاتاريخا حقيقيا،وكذلك لبس الدشداد و العباءة، الا من باب النفاق الاجتماعي، والضحك على الذقون، الذي يمارسه البعض نحو أصحاب هذه المباني، وهم يعتقدون في قرارة انفسهم ان هؤلاء محدثي نعمة، وحالة طارئة.
كما فات هؤلاء انه لا المباني مهما كانت فخمة، ولا العشيرة هما من يصنع قائدا او زعيما، ولو كان الأمر كذلك لم اهتزت او ذهبت مكانة الكثير من العشائر بموت رجال صنعوا مكانتها وهيبتها وتاريخها، ذلك أن الزعيم الحقيقي هو الذي يبني مكانة عشيرته وهيبتها وتاريخها ويرفع اسمها، فيصبح هذا الاسم إضافة لكل فرد فيها، يتخلق بالأخلاق الحميدة، ذلك ان الزعيم الحقيقي يشكل رافعة للعشيرة فتصبح العشيرة حاضنة له، ولو لم تكن هذه حقيقة واضحة ماشهدنا تراجع بعض عشائرنا عن مكانتها التي كانت تحتلها بين الناس. عندما غاب الزعماء الذين صنعوا مكانتها وتاريخها. بحميد اخلاقهم وإيثارهم ومآثرهم وجودهم وكرمهم ومكارمهمِ، فاخلاق الرجال وافعالهم هي التي تصنع مكانتهم في مجتمعهم ثم بين أقاربهم وأفراد عشيرتهم،ثم تصنع مكانة عشيرتهم وتاريخها في مجتمعها، واول ذلك احساسهم بالمسؤولية الادبية نحو اسم عشيرتهم، فيضيفون إلى هذه المآثر مآثر أخرى، ولا يكتفون بالتفاخر بما تركه الاباء والاجداد، فيصيرون عبئا عليه فيضيع ما تركه الاباء والاجداد، ولنتذكر جميعا أن الزعيم الحقيقي هو من يؤثر على نفسه، ولا يمارس الغيبة،ولا اغتيال الشخصية في حق من يعتقد انه ينافسه، كما ان الزعيم لايستسلم للغيرة، فكلها رذائل تهدم صاحبها، لذلك قيل (لله شر الحسد بدأ بصاحبه فقتله)، ولنتذكر جميعا ان المباني التي يملؤها الحب والإيثار هي التي يليق بها أن تكون حاضنة للزعامة، وان الذين يكثرون الحديث عن التاريخ هم من اصبحوا خارج التاريخ.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-08-2024 09:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |