08-08-2024 09:43 AM
بقلم : أحمد الحوراني
ما زالت جهود جلالة الملك عبدالله الثاني الرامية إلى ضرورة خفض التصعيد الدائر في المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة تحول دون انزلاقها إلى حرب إقليمية جرّاء تداعيات الحرب على غزة التي دخلت اليوم شهرها الحادي عشر، تتصدر المشهد المحلي والإقليمي والدولي لأن الملك حتى وقبل السابع من أكتوبر الماضي كان وحده سيد الموقف الذي لم تتوقف اتصالاته وتحركاته مع زعماء وقادة العالم العربي والدولي عندما كان يتكلم ويحذر من مغبة تفاقم الأحداث وكان يدعو العالم الى اتخاذ التدابير الوقائية تجنبا لوقوع الحرب التي ستكون لها تبعات خطيرة تتسع دائرة المتضررين منها ولن يقف الأمر عند حدود ساحات الحرب في قطاع غزة.
يتسيّد جلالة الملك المشهد بإباء عروبي والتزام هاشمي تاريخي لن يحيد الأردن عنه، وهذا ما تؤكده مضامين لقاءات جلالته وحواراته مع إخوانه القادة العرب وأصدقائه قادة المجتمع الدولي، وكان ذلك جوهر أحاديثه ومباحثاته في جولاته العربية والأوروبية والأمريكية وقادة حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة وسواها فضلا عن مشاركاته في المؤتمرات التي استضافتها الرياض والقاهرة وغيرهما، لأن الحرب التي وصفها جلالته بأنها الأسوأ في التاريخ الحديث وراح ضحيتها أكثر من مائة ألف ما بين شهيد وجريح، كان من الممكن تجنّبها لو كانت الغلبة لصوت الحكمة والعقلانية وهو الأمر الذي ما انفك جلالته يدعو إليه بثقة ووضوح لأنه المؤمن بأن القتل لن يجلب إلا المزيد من الخراب والقضاء على كل ما يمت للحياة بصلة، والملك هو الذي قال بصوته المعتدل الواثق إن آلة الحرب لن تجلب الأمن والسلام لإسرائيل.
كانت رؤية الملك تستند إلى جملة من المحاور التي أكد فيها جلالته منذ بداية الحرب على ضرورة تحرك المجتمع الدولي والإنساني لإرغام اسرائيل على إيقاف حربها المدمرة للأهل والمقومات التي تقوم عليها الحياة، كما بذل جلالته جهودا إنسانية مكثفة لضمان استمرار وصول المساعدات الغذائية والعلاجية للأهل في غزة بلا انقطاع وبشكل دائم ومستمر وغير مشروط، وفوق كل ذلك كان جلالته القائد الوحيد الذي راح يذكر العالم بقواعد الاشتباك في الإسلام التي تُحرّم الاعتداء على الأطفال والشيوخ والنساء الأبرياء ولا تُجيز الاعتداء على المستشفيات ومراكز الإيواء ودور العبادة، فالملك هو الأعرف وصاحب النظرة الأكثر شمولية وعمقا عندما يكون الحديث عن الشأن الفلسطيني وقضية شعبه العادلة، وغني عن القول في هذا الصدد أنه أكثر من تمسك وما زال بالدعوة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران سبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية.
الأردنيون فخورون بقيادة جلالة الملك ومؤمنون بأهمية حضوره الدولي والعالمي من خلال رصيده الوافر من الاحترام بالنظر إلى ما يتمتع به من شجاعة ومصداقية وجرأة في لغة خطابه القوية التي يضع فيها النقاط على الحروف ويحمّلُ فيها المسؤولية لمن اقدم على إيقاع الحرب واستمر في إراقة المزيد من الدماء.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-08-2024 09:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |