10-08-2024 08:47 AM
بقلم : د. عادل محمد القطاونة
يبدو أن معادلة السلام باتت معقدة اليوم أكثر من أي وقت مضى في منطقة الشرق الأوسط، والذي يشهد اليوم معركة غير عادلة بين فريقٍ يمتلك قوة عسكرية كبيرة وفريق يمتلكُ قدرات عسكرية صغيرة ! بين فريقٍ لا يعرف في قاموسه سوى القتل كوسيلة لتحقيق السلام ! وفريقٍ يريد السلام، ولكن ليس أقل من سلامٍ عادلٍ وشامل، يعيد الأرض لأصحابها والأمور إلى نصابها !
إن سياسة القتل الجماعي والفردي، الإغتيالات والتصفيات داخلياً وخارجياً، القصفِ العشوائي والنظامي من قبل قوات الجيش الإسرائيلي باتت جزءاً من سياسة النظام ضد الشعب الفلسطيني، رغم النداءاتِ المستمرة والمتكررة التي بذلتها العديدُ من دول العالم في سبيل تحقيق السلام والاستقرار الشامل، ولكن دون جدوى فالماكينةُ العسكرية الإسرائيلية متواصلةٌ في حربها ضد الفلسطينيين، فلا فرق بين مدني وعسكري، ولا بين رجل كبير أو طفل صغير..!
أكثرُ من 135 ألف فلسطيني أستشهدوا في فلسطين منذ عام 1948 عدا عن من أستشهدوا في الحرب الأخيرة على غزة، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بينما بلغ عددُ الفلسطينيين حول العالم نحو 14 مليون منهم حوالي 7.6 مليون يعيشون في فلسطين المحتلة، مقابل حوالي 7.2 مليون يهودي يعيشون في فلسطين.. ! هذه الأرقام يجب أن تجعل القادة اليهود على علم تام بأن سياسة القتل والأعتقال والاستيطان لن تنجح في تحقيق السلام والأستقرار لدى الشعب الإسرائيلي، وأن كل ما تقوم به لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا قوةً في الداخل والخارج، ولن يكون لإسرائيل أي فرصة للعيش بسلام، لا بل أن ما تقوم به اليوم أعطى صورة واضحة للعالم أجمع بأن إسرائيل لا تريد السلام، وأنها تريد تحقيق السلام من خلال القتل والتدمير فقط؛ فعن أي سلام تتحدثون ..!
العاصمةُ الأمريكية واشنطن شهدت الأسبوع الماضي سلسلةً من الإعتصامات المنددة بقدوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للولايات المتحدة، حيث ألقى كلمة في الكونغرس الأمريكي أكد فيها على موقفه إزاء قرار الحرب على غزة؛ سبق هذه الإعتصامات العشرات منها في العديد من مدن الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من المدن حول العالم تنديداً للحرب على غزة، في رسالة واضحةٍ إلى أن العالم غير راضٍ عن سياسة القتل كطريق لتحقيق الاستقرار..! فالاستقرار والأمن لن يتحققان من خلال الحرب والاستيطان، ولا من خلال القصف الجوي أو الأرضي، بل من خلال العقل والإذعان لما هو مطلوب من الجانب الإسرائيلي وما هو مفقود لدى الشعب الفلسطيني ..!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-08-2024 08:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |