بقلم :
سرايا - سألني صديق مختص تعليقاً على المقال الأخير الذي كتبته، واصفاً سؤاله بأنه "سؤال بريء". إلا أن هذا السؤال ليس بريئا على الإطلاق!


السؤال كان: "هل تعتقد أن زيادة التحصيل الضريبي تعد مؤشرا جيدا للاقتصاد القومي؟ وهل حل المشاكل الاقتصادية يتحقق بزيادة الضريبة أم تقليصها؟".
إن موضوع التحصيل الضريبي وتأثيره على الاقتصاد القومي معقد ويتطلب النظر في العديد من العوامل.
بالنسبة لزيادة التحصيل الضريبي، يمكن أن تكون هذه الزيادة مؤشرا جيدا إذا كانت تعني أن النشاط الاقتصادي يزدهر وأن الحكومة قادرة على جمع المزيد من الإيرادات لتمويل الإنفاق العام على الخدمات والبنية التحتية، وهذا بالطبع مرتبط بمعدلات النمو الحقيقية للأداء الاقتصادي. ولكن يجب أن يكون هناك توازن؛ فإذا زادت الضرائب بشكل كبير، قد يؤدي ذلك إلى تقليل الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، مما يمكن أن يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي، وفقا لمنحنى لافر الشهير.
أما فيما يتعلق بالسؤال عن حل المشاكل الاقتصادية عبر زيادة أو تقليص الضرائب، فإن الإجابة تعتمد على السياق الاقتصادي:
أولًا: زيادة الضرائب: قد تكون زيادة الضرائب ضرورية إذا كانت الحكومة بحاجة إلى زيادة الإيرادات لتقليص العجز في الموازنة أو لتمويل الإنفاق العام المهم. لكن يجب أن تكون الزيادة مدروسة حتى لا تؤدي إلى تثبيط النمو الاقتصادي.
ثانيًا: تقليص الضرائب: يمكن أن يؤدي تقليص الضرائب إلى تعزيز النشاط الاقتصادي عبر زيادة الدخل المتاح للأفراد والشركات، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستهلاك والاستثمار. لكن هذا قد يؤدي أيضا إلى زيادة العجز في الموازنة إذا لم يكن هناك تعويض في إيرادات أخرى.
الخلاصة هي أن السياسة الضريبية يجب أن تكون متوازنة ومدروسة، بحيث تحقق الأهداف المالية من دون الإضرار بالنمو الاقتصادي.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا