13-08-2024 10:14 AM
بقلم : السفير قيس شقير
يكتب بعضنا تعزيزًا لحضوره المجتمعي، فنرى مقالاتٍ في غير موضوعٍ، رتيبة الإيقاع بائنة المرامي، حاضرةً في كلِّ مناسبةٍ.
وثمّةَ من يكتب مدفوعًا بتحصيله الجامعي فحسب، وقد أتاحت لنا وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المجال للكتابة على اختلاف اهتماماتنا واختصاصنا، بل وتمكّننا منها. ووسائل الإسناد في ذلك حاضرةٌ؛ تبدأ بالاستعانة بصديقٍ، أو بنحوه، لتنتهي بتقنية الذكاء الاصطناعي والتي لا نعرف - بعد - حدودًا لإبداعاتها.
ومنّا من يكتب لمشاغل تعتمر نفسه، وحاجةٍ تقتضيها الكتابة عنده، إذ هي جزءٌ منه، يُخرج بها طاقةً مكنونةً تلتمس طريق من تجد عنده الصدى فكرًا ولغةً وأسلوب كتابةٍ، تحمل مجتمعةً رسالةّ لا بدّ وأن تصل إلى صاحبها.
ورغم ما تشغله معظم المقالات تلك أو بعضها من حيّزٍ في عديدٍ من المنابر، إلا أنّها لا تعوّضنا عمّن ملؤوا أسماعنا، ورووا أرواحنا بعذب كلماتهم، وسُمّو أفكارهم، ورقيّ أسلوبهم فجُذبنا لما يكتبون، وللرسالة التي يرومون إيصالها، ففعلوا ذلك بصدقٍ واقتدارٍ لامسا الوجدان.
وكثيرةٌ هي الأسماء؛ أسماءٌ سكنت ذاكرتنا عبر أجيالٍ في صحفٍ محليةٍ وعربيةٍ ضمّت روّادًا درجنا على بدء صباحنا بتصحّف مقالاتهم إن في الرأي أو الدستور، أو في الحياة اللندنية وصحفٍ أخرى ومجلاتٍ لا يتيح المقام حصرها، ولا ذكر كلِّ من نعنيهم، حتى لا نقع في المحظور.
وما يزال أصحاب القلم؛ ورثة الروّاد - والحمد لله - حاضرين، يذكّروننا بهم وبإبداعاتهم، يُشبعون حاجةً عندنا للقراءة، وللغتنا العربية التي بتنا نفتقد من يكتب بها فينصفها، ويُعلّمنا قواعدها، وفنونها وأساليبها والتي غدت -جميعًا- عصيّةً على كثيرين منّا، لأسبابٍ تستدعي البحث في مقالاتٍ لمختصّين وأوراقٍ، قد تعود بهم إلى أساليب التنشئة في البيت، والتعليم في المدرسة، وما يرافق ذلك من موضوعاتٍ تطال تطوّر مجتمعنا وتأثّره بمحيطه الأوسع.
شكرًا لمن ما يزال على جمر القلم قابضًا، يكتب فينقل بصدقٍ ما يستحق منّا التأمّل والتفكّر؛ قصّةً أو خاطرةً، حدثًا مبشرًا هنا، أو معاناةً إنسانيةً هناك ... مستجداتٍ تُحدق بنا كلّ يومٍ في محيطينا الأقرب والأبعد، فقدرنا أن نحيا في عالمٍ لم يرضَ إلا ظلم الإنسان لأخيه، وسطوة القوة عنده عليه، دونما رادعٍ من خُلقٍ، ولا من قانونٍ إنسانيٍ دوليٍ، ولا حتى من عرفٍ محليٍ ولو في إطاره المحدودٍ.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-08-2024 10:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |