13-08-2024 10:19 AM
بقلم : حسني عايش
أنا إسرائيل: جئت إلى بلد بلا شعب لشعبٍ بلا أرض. ليس للشعب الموجود فيها أي حق فيها. وقد بين لهم شعبي أن عليهم الرحيل أو الموت. لقد محوت أربعمائة قرية فلسطينية عن الأرض. لقد محوت تاريخها.
أنا إسرائيل: لقد ارتكب بعض شعبي مجازر، ثم أصبحوا رؤساء وزارات فيما بعد، يمثلونني. في سنة 1948 كان مناحيم بيغن مسؤولاً عن الوحدة (الهغناة) التي ذبحت سكان دير ياسين بما في ذلك 100 امرأة وطفل. وفي سنة 1953 قاد ارائيل شارون مذبحة سكان قبية. وفي سنة 1982 رتّب لحلفائنا ذبح 2000 فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا.
أنا إسرائيل: استحوذت سنة 1948 على 78 % من أرض فلسطين، وأخليتها من أهلها، وجلبت يهوداً بدلاً منهم من أوروبا ومن مناطق أخرى من العالم. وبينما أمنع أهلها الأصليين التي اقامت عائلاتهم على هذه الأرض آلاف السنين فإنه لا يسمح لهم بالعودة إليها لكني أرحب باليهود القادمين من جميع أنحاء العالم والاستيطان الفوري فيها.
أنا إسرائيل: لقد ابتلعت سنة 1967 الأرض المتبقية من فلسطين: القدس الشرقية، والضفة الغربية، وغزة، ووضعت سكانها تحت حكم عسكري ظالم، مسيطراً ومذلاً لكل ناحية من نواحي حياتهم. يجب عليهم بالتالي التقاط الرسالة أنه غير مرحب ببقائهم هنا، وأن عليهم الالتحاق بملايين الفلسطينيين اللاجئين في المعسكرات الكئيبة في لبنان والأردن.
أنا إسرائيل: لدي القوة للسيطرة على السياسة الأميركية، فاللجنة الأميركية الإسرائيلية العامة (AIPAC) أي اللوبي الإسرائيلي، قادرة على صنع أو تدمير اي سياسي [أميركي] حسب ما ترغب فيه. وكما ترون، فإنهم يتنافسون جميعاً لإرضائي. كل قوى العالم تفقد قوتها ضدي، بما في ذلك الأمم المتحدة، لأني أملك الفيتو الأميركي لإفشال أي إدانة لجرائمي الحربية. وكما قال شارون ببلاغة: نحن نسيطر على أميركا.
أنا إسرائيل: إنني أؤثر في وسائل الإعلام الأميركية الكبرى، وستجدون دائماً أن الأخبار تُفصّل لصالحي. لقد أنفقت ملايين الدولارات في تمثيل العلاقات العامة، وقناة CNN وجريدة نيويورك تايمز تقومان بوظيفة منحازة في ترويج دعايتي. أنظر إلى مصادر الأنباء العالمية الأخرى تعرف الفرق.
أنا إسرائيل: أنتم الفلسطينيون تريدون التفاوض من أجل «السلام» ولكنكم لستم أذكياء مثلي. سأفاوض، ولكني سأجعلكم تحصلون على بلدياتكم، بينما أسيطر أنا على حدودكم، وعلى حياتكم، وعلى سمائكم، وعلى أي شيء آخر له أهمية. وبينما نحن نتفاوض سأبتلع قمم تلالكم وأملؤها بالمستوطنين الأكثر تطرفاً من بين المتطرفين عندي، المسلحين حتى الأسنان، وسأربط هذه المستوطنات بالطرق التي لا تستطيعون استخدامها، وسوف تُسجنون في بانتوستاناتكم الصغيرة [المعازل]، ونقاط التفتيش في كل اتجاه.
أنا إسرائيل: أملك رابع أقوى جيش في العالم، وأسلحة ذرية، فكيف يجرؤ أطفالكم على مواجهة ظلمي بالحجارة؟ الا تعرفون أن جنودي لن يترددوا بتفجير رؤوسهم وفصلها عن أجسامهم؟ فخلال بضعة أشهر قتلت (900) منكم، وجرحت سبعة عشر ألفاً معظمهم مدنيون. ولدي الصلاحية لمواصلة ذلك لأن المجتمع الدولي يبقى صامتاً نحو ما افعل. تجاهلوا مئات ضباط الاحتياط الإسرائيليين الذين يرفضون تنفيذ أوامري ويرفضون الخدمة على اراضيكم وضد شعبكم، انصياعاً لأصوات ضمائرهم، لأنهم لن يحموكم.
أنا إسرائيل: تريدون الحرية؟ أنا لدي رصاص، ودبابات، وصواريخ، وطائرات اباتشي، وطائرات F16 قادرة على إزالتكم من الوجود. لقد وضعت مدنكم تحت الحصار وصادرت أراضيكم، واقتلعت اشجاركم من جذورها، وهدمت بيوتكم، ومع هذا تستمرون في طلب الحربة؟ لم تدركوا الرسالة، ولن تحصلوا ابداً على السلام أو الحرية لأنني أنا إسرائيل.
* د. نورمان فنكلشتاين أستاذ جامعي أميركي يهودي استفزته جرائم إسرائيل فانبرى ينتقدها بشدة في كتبه ومقالاته ومحاضراته، فحاصرته إسرائيل. وجعلت الجامعة تطرده، وسكرت جميع الجامعات في أميركا ابوابها في وجهه. لا يترك مناسبة اسرائيلية لمحاضر أو كاتب دون أن يتصدى له ويرد عليه. وهذه الكلمة ظهرت في 22/5/2021 ونصها بالإنجليزية المرفق جميل لغة ومؤثر جداً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-08-2024 10:19 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |