13-08-2024 10:26 AM
بقلم : بلال حسن التل
سيقودنا التدقيق في كل تهديد من التهديدات التي تواجه الاردن، الى حقيقة تؤكد ان قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية تحتاج الى رديف لحماية ظهرها من طعنة غدر.
وهذه الحقيقة تقول ان لكل تهديد من التهديدات التي تواجهنا خلفية فكرية، لابد من مواجهتها ببناء قناعات فكرية مضادة لدى الاردنيين.
فالتهديدات على حدودنا الشمالية والشرقية، ومنها تهريب المخدرات، ليست مجرد قضية أمنية تعالج بيقضة القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية، بل هي في الاساس قضية تربوية فكرية، لابد من مواجهتها بمشروع تربوي ثقافي يحصن شبابنا على وجه الخصوص، وسائر مكونات مجتمعنا على وجه العموم، ضد تهديد المخدرات، من خلال بيان مخاطرها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وصولا الى مخاطرها السياسية، مرورا بمخاطرها الجرمية، وصولا الى شبكة امان اجتماعي، ومحاصرة تجارها وموزعيها ومتعاطيها.
ما ينطبق على تهريب المخدرات ينطبق بصورة اكبر واكثر ضرورة والحاحا على تهريب السلاح، لان السلاح غير الشرعي خطر حقيقي على كل اردني، وقد يتحول الى خنجر مسموم في ظهر قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية، اي في ظهر الوطن، خاصة في ظل وجود خلايا نائمة لديهل قناعات سياسة ودينية معادية، وهذه الخلايا قد تكون مالكة لهذا السلاح غير الشرعي. مما يستدعي بناء قناعات الاردنيين، لتحصينهم ضد هذه القناعات السياسية والدينية، ومن ثم ضد هذا النوع من انواع السلاح غير الشرعي، وخطورة اي شكل من أشكال التعامل معهما.
التهديد الاخر والاخطر والكامن على حدودنا الشمالية والشرقية، هو الخطر المذهبي، الذي تتقنع به مخططات سياسية توسعية، هناك الكثير من الدلائل و المؤشرات التي تؤكد ان هذه المخططات تستهدف بلدنا، وهي تلبس اقنعة براقة وجميلة قد تخدع الكثيرين من الاردنيين الذين يتطلعون الى الصلاة في القدس المحررة، مما يستدعي بناء وعي الاردنيين لتحصينهم ضد هذه المخططات ذات الاقنعة العقدية البراقة.
اما التهديد الناشط على حدودنا الغربية، فلا احد يجادل بانه يستند الى مقولات فكرية توراتية محرفه، لكن لها انصار يعملون صبح مساء على تحقيقها، مما يستدعي الاستعداد لمواجهتها بقناعات فكرية مضادة.
اما التهديد الاخطر الذي يواجه الاردن فيتمثل بالهجوم على جبهته الداخلية، بهدف المزيد من الاضعاف لها، بنشر الاحباط من خلال تضخيم الأزمات والعزف على معاناة الاردنيين مما يقتل روحهم المعنوية، ويضعف روابط انتمائهم لوطنهم، وهذا الهجوم على جبهتنا الداخلية يلمس بوضوح على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنشط جيوش الذباب الالكتروني.
ولتحقيق هدف تحصين الاردنيين فكريا من التهديدات التي تواجههم لابد من عمل تشاركي بين المؤسسة التعليمية العسكرية منها والمدنية، وكذلك اجهزة الاعلام العسكري والمدني، وكذلك المؤسسات الثقافية العسكرية والمدنية، كل ذلك بالتشارك مع مؤسسات المجتمع المدني الجادة والبعيدة عن التمويل الأجنبي. ليتحول كل أردني إلى غفير محصن بعقيدة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-08-2024 10:26 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |