18-08-2024 08:28 AM
بقلم : محمد خروب
على نحو يشوبه الغموض وتفوح منه رائحة التواطؤ, يبثّ الرئيس الأميركي الذي يقترب من التحوّل من «بطّة عرجاء» الى «بطّة كسيحة», خلال سبعين يوماً (وهي بالمناسبة تُقارِب المدة التي ستستغرِقها المرحلة «الأولى/ستة أسابيع» من إتفاق «وقف النار, وليس «وقف الحرب» كما يتوجّب التنويه, في حال تمَ التوصّل لإتفاق في هذا الشأن, ونحسب انه «لن يتم"). فهل لهذا التفاؤل الأميركي «المُفرط», ما يسنده من الأسباب وبخاصة التوافقات «السابقة» وعلى رأسها إتفاق (الثاني من تموز الماضي), الذي قيل عنه ان «حماس» أبدت فيه «مرونة», كذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم/2735, التي أطاحتها/ وأطاحته, مُطالبات وإشتراطات مُجرم الحرب/ نتنياهو؟.
ثمة ما يدحض كل ما قاله بايدن وفريقه, إن لجهة ما صدرَ عن «مكتب» نتياهو «مُباشرة» بعد إنتهاء ما وُصِفَ «قمة الدوحة», إذ جاء في بيان نتنياهو «حرفياً»: (تُقدِّر إسرائيل الجهود التي تبذلها أميركا والوسطاء, لـِ«ثني حماس» عن رفضها صفقة إطلاق سراح المُحتجزين). إنّ ــ تابعَ البيان ــ «المبادئ الأساسية» لإسرائيل معروفة جيداً لدى الوسطاء وأميركا، وتأملُ إسرائيل أن تُؤدي «ضغوطهم» إلى دفع «حماس» لقبول مبادئ/7 أيار الماضي، حتى يتسنّى تنفيذ تفاصيل الإتفاق).
وحتى لا نبتعِد عن مواصلة «الإضاءة» التواطؤ الأميركي, أو قل «الإفراط» المقصود في تفاؤل غير مُبرّر, فإن لحركة حماس موقفاً مغايراً لكل ما أُعلِنَ أميركياً أو جرى تسريبه أو رافقته تكهنات مصادر مجهولة. إذ نقلت وكالة «فرانس برِسّ» أول أمس/الجمعة, عن مَسؤلَيْن من حماس, رفض حركتهما «شروطاً جديدة»، قالت إن «إسرائيل» وضعتها في الاتفاق المُقترح في الدوحة, خلال يومين من المفاوضات حول «هدنة» في قطاع غزة. وقال مصدر قيادي: إن الوفد الإسرائيلي (وضع «شروطاً جديدة» في سِياق نهجه للتعطيل, مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية, في منطقة الشريط الحدودي مع مصر/ محور فيلادلفيا، وطلبَ أن يكونَ له (الحقّ بوضع «فيتو» على أسماء أسرى و«إبعاد» أسرى آخرين خارج فلسطين). مُشدِّداً على أن حماس، «لن تقبلَ بأقل من وقف كامل للنار, والانسحاب الكامل من القطاع, وعودة طبيعية للنازحين، وصفقة تبادل بدون قيود وشروط الاحتلال».
هنا تحضر كلمات بايدن عند إعلانه إيفاد «بلينكن» إلى تل أبيب, مُركزا/بايدن على انه/بلينكن سيُعيد التأكيد على (دعم واشنطن «المطلق لإسرائيل»), مُضيفاً ولـِِ"البحث في تنفيذ وقف للنار». وإذ يبهبط بائع الأوهام والأكثر مراوغة وكذباً في إدارة بايدن المتصهينة/ بلينكن, في الكيان الفاشي للمرة العاشرة, ولبعض العواصم في المنطقة للمرة التاسعة, فإن ما يرافق هذه الزيارة من تحرّكات أميركية إنما يُراد منها ــ من بين أمور أخرى ــ التغطية على الفشل الذي ستحصده واشنطن, بعد ترويجها ان مفاوضات الدوحة كانت من «أكثر المحادثات البنّاءة» التي أجرتها الأطراف منذ أشهر, على ما قال مسؤول «كبير» في الإدارة الأميركية لوكالة «رويترز»، اول أمس/الجمعة. مُضيفاً: أن المُفاوضين «يعتقِدون أن الاتفاق جاهز للمُضيّ قُدماً، وإن كان «لا يزال يلزم إنجاز بعض الأعمال».
المُدقِّق في العبارة الأخيرة التي تقول: «لا يزال يلزمُ إنجاز بعض الأعمال», تشي بأن «ضغوطاً» ستُمارَسُ على الطرف الفلسطيني, ما دام نتنياهو «مُتمترِس» عند شروطه, ويجد دعما غير مشروط من شريكه الأميركي في حرب الإبادة والتجويع والتدمير, التي دخلت شهرها الحادي عشر. ولا يلوح في الأفق انها في طريقها الى الإنتهاء, حتى لو صدرَ عن جيش النازية الصهيونية بيان زعمَ فيه أنه «أنهى أعماله القتالية تقريبا». إذ ثمة مَن بدأ يُروّج في الفضاء «العربي» نظرية «خُذ وفاوض», التي تدعو «الفلسطينيّين» لقبول ما هو «معروض», ولاحقاً «النِضال» لتحصيل ما هو «مأمول» من عدو فاشي لا يعترف بإنسانيتك فليرَ فيك وحشاً بشرياً؟؟
** استدراك:
تالياً النص «الحرفي» للبيان الذي أصدرته الخارجية الأميركية, «تعقيباً» على إقتحام الوزير الكاهاني في إئتلاف الفاشيين الحاكم/ بن غفير, للمسجد الأقصى, في مناسبة ما يُسمى «ذكرى خراب الهيكل», وآداء أزيد من ثلاثة آلاف يهودي, صلوات تلمودية أمام مسجد الصخرة في الحرم القدسي. وهنا يتوجّب الإنتباه الى «تبنّي» واشنطن التسمية «اليهودية» للحرم القدسي, وهو «جبل الهيكل». ما يُفهَم أنه «موضِع نِزاع» في نظر بايدن وبلينكن.
وزارة الخارجية الأميركية
بيان صحفي
وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن 13 آب/ 2024
(تُعارِض الولايات المتحدة بشكل حازم, زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي/إيتمار بن غفير, إلى الحرم الشريف/جبل الهيكل يوم 13 آب. إذ بيّنت زيارته تجاهلا خالصا للوضع التاريخي الخاص بالأماكن المقدسة في القدس. وتُؤدي هذه الأعمال الإستفزازية إلى تفاقم التوترات, في لحظة محورية, ينبغي أن ينّصب في خلالها التركيز, على الجهود الدبلوماسية القائمة, للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار, وتأمين إطلاق سراح كافة الرهائن, وخلق الظروف المواتية للإستقرار الإقليمي الأوسع نطاقاً).
kharroub@jpf.com.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-08-2024 08:28 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |