18-08-2024 08:52 AM
سرايا - كانت صبيحة يوم الثلاثاء 22 أغسطس/آب 1911 تنذر بيوم حار عادي من أيام الصيف، ربما كان يخطط الرسام الفرنسي لوي بيرو لنزهة خفيفة على نهر السين آخر النهار، بعد قضاء يومه في العمل، لكن بالتأكيد أن خططه لهذا اليوم قد تبدلت بعد اكتشافه اختفاء لوحة "الموناليزا" من على جدارها بمتحف اللوفر، حيث كان يعمل.
كان بيرو أول من اكتشف اختفاء اللوحة التي لم تكن تحظى بالاهتمام الحالي، كانت "الموناليزا" بمقاسها 77×53 سنتيمترا موضوعة داخل برواز مذهب بأبعاد 87×63 سنتيمترا، بين لوحات أخرى معروضة في صالة عادية داخل متحف اللوفر حتى سُرقت مساء 21 أغسطس/آب 1911، قبل نحو 110 أعوام، لتتبدل مكانتها في العالم منذ ذلك الحين.
قصة الموناليزا
حتى يومنا هذا، لا تزال اللوحة التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي عام 1503 غامضة وتحمل عدة نظريات حول رسمها، يظن غالبية المؤرخين على رأسهم جورجيو فاساري، مؤرخ فنون عصر النهضة، إلى أنها لوحة بورتريه للسيدة ليزا زوجة تاجر الحرير الفلورنسي فرانشيسكو ديل جيوكوندو، وهو الرأي الأكثر شيوعاً، والسبب وراء تسميتها "مونا ليزا" إذ إن كلمة "مونا" تعني "سيدتي" بالإيطالية.
وأما الرأي الثاني من حيث الشيوع فهو أن اللوحة رُسمت بطلب من جوليانو دي ميديتشي لأم ابنه الصغير المولود خارج إطار الزواج. لكن لا تتوقف النظريات عند هاتين النظريتين، فالبعض يدعي أن "موناليزا" رسمة من خيال دافنشي ليعبر بها عن المثالية والنقاء، ويعتقد آخرون أن دافنشي رسم نفسه لكن في معادل أنثوي.
ولكن المعلومات المؤكدة عن اللوحة أن دافنشي كُلف بها في فلورنسا وأتمّ رسمها في فرنسا، وهناك امتلكها فرانسوا الأول، ملك فرنسا، قبل أن تنتقل ملكيتها للملك لويس الرابع عشر، ثم إلى الجمهورية الفرنسية بعد الثورة لتصبح تراثاً فرنسيًا مملوكاً للدولة، الأمر الذي أثار أزمة دبلوماسية مع إيطاليا عقب سرقتها عام 1911.
أعظم سرقة فنية في القرن العشرين
لم تكن اللوحة تحظى بهذا القدر الضخم من الاهتمام الذي تحظى به اليوم، فحتى يوم 21 أغسطس/آب 1911، كانت تعرض في صالون "كاريه" بمتحف اللوفر، إلى جانب لوحات أخرى، وعن يمينها كانت لوحة "حفل العشاء بمنزل سيمون الفريسي" وعلى الجانب الآخر لوحة "خطبة القديسة كاثرين".
وعام 1911، ارتكب فينتشنزو بيروجي ما وصف بأنه أعظم سرقة فنية بالقرن العشرين. فبحسب اعترافه للشرطة في فلورنسا بعد اعتقاله، دخل بيروجي العامل السابق بمتحف اللوفر إلى المتحف يوم الاثنين 21 أغسطس/آب، حوالي الساعة 7 صباحًا، من الباب الذي كان يدخل إليه عمال اللوفر الآخرون.
وقال إنه كان يرتدي إحدى البدلات البيضاء التي كان يرتديها عادة موظفو المتحف، ولا يمكن تمييزه عن العمال الآخرين. عندما كان صالون كاريه خالياً من الرواد والعمال، رفع اللوحة عن المسامير الحديدية الأربعة التي تثبتها إلى الحائط وأخذها إلى مكتب خدمة قريب. وهناك، أزال الإطار. وببساطة نزع ثوبه ولفه حول اللوحة، ووضعه تحت ذراعه، وغادر متحف اللوفر من خلال نفس الباب الذي دخل إليه، بكل بساطة.
أزمة دبلوماسية
بعد إخفاء اللوحة في شقته لمدة عامين، عاد بيروجيا إلى إيطاليا يحملها ككنز ضخم. وهناك احتفظ بها في شقته في فلورنسا بإيطاليا لبعض الوقت. حتى نفد صبره في النهاية، واتصل بماريو فراتيلي، صاحب معرض فني في فلورنسا والذي استدعى جيوفاني بوجي، مدير معرض أوفيزي الإيطالي الذي صدق على أن اللوحة أصلية. وقام بوجي وفراتيلي، بعد أخذ اللوحة، بإبلاغ الشرطة التي اعتقلت بيروجيا من منزله.
وبعد استعادة اللوحة، عُرضت في جميع أنحاء إيطاليا مع عناوين لافتة تفرح بعودتها. وما أن وصلت الأخبار إلى الفرنسيين حتى ثارت ثورتهم، وهددت الحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية، معتبرة أن "الموناليزا" التي رسمها الفنان الإيطالي هي إرث فرنسي قومي، لأنها كانت ملكًا للملك فرانسوا الأول وتتابعت ملكيتها بين ملوك فرنسا حتى صارت ملكًا للجمهورية الفرنسية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-08-2024 08:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |