19-08-2024 08:23 AM
بقلم : نادية سعدالدين
في الظاهر العام؛ لا يوجد اختلاف جوهري حول القضية الفلسطينية بين فرق «العصابات» الصهيونية التي اجتمع أفرادها تحت مظلة «أحزاب» سياسية ودينية «فسيفسائية» داخل الكيان المُحتل، تتنافس فيما بينها على استباحة الدم الفلسطيني. ومع ذلك، فإن «الصهيونية الدينية» تفوقهم غِلاً وعُتُوَاً.
وأسوة بمصير «نتنياهو»؛ قد يتقلص النفوذ السياسي الوازن لأحزاب «الصهيونية الدينية»، بتمثيلها الحكومي والبرلماني، بعد انتهاء حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، إزاء الفشل في التصدي لعملية «طوفان الأقصى» وتوفير الأمن الموعود به سابقاً.
إلا أن أفكارها المتغلغلة بقوة داخل المجتمع الصهيوني لن تندثر في بيئة حاضنة للتطرف والنزعة العدوانية، كما أن مشروعها لرسم خريطة جغرافية جديدة للضفة الغربية لم ينتهِ بعدْ.
«فالصهيونية الدينية» هي الأداة الدينية للصهيونية السياسية، التي تُسخِّر العقيدة اليهودية المزعومة لخدمة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، وهي صاحبة «صك» الشرعية لأعتى أساليب التنكيل بالفلسطينيين، تحت شعار إما القتل أو التهجير نحو «الوطن البديل» للتخلص منهم، تماهياً مع دعوات إبادة الشعب الفلسطيني وإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة وإعادة بناء المستوطنات فيه.
ومن رحمها العدائي خرجت الأذرع الاستيطانية المتطرفة التي ترفع لواء تهويد القدس المحتلة، والاستيلاء على المقدسات والأوقاف الإسلامية، بخاصة المسجد الأقصى المبارك لهدمه وبناء «الهيكل» المزعوم مكانه، وتنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية، انطلاقاً من تمسكها بكامل فلسطين، ورفضها إخلاء المستوطنات، وتبرير العنف ضد الفلسطينيين وطردهم مما يزعمون أنها أرضهم.
ولا تعرف «الصهيونية الدينية» للسلم طريقاً، فالسلاح حليفها في حركة الاستيطان والتهويد في فلسطين تحت ذريعة الدين، استلالاً من فتاوى حاخاماتها المطالبة باستعمار «أرض إسرائيل التاريخية» بوصفها المكان الوحيد المناسب لتأدية الوصايا الدينية الواردة في التوراة. وبالتالي؛ فإن الاستيطان بالنسبة لها «واجب ديني يوازي فرائض التوراة» ويمهد الطريق لمجيء «المسيح المخلص» المزعوم بعد تحوير «المعتقد المسيحاني» لتشجيع الهجرة إلى فلسطين.
وهي تُعبر بذلك عن تيار عريض بالكيان المُحتل يحظى بنفوذ داخل دوائر صنع القرار السياسي. إلا أن خطورتها في دمويتها، حتى ضد أبناء جلدتها لو وقفوا أمام مخططها في فلسطين المحتلة. فمن أتباعها أقدم المتطرف «إيغال عمير»، أحد الطلبة الصهاينة المتدينين بجامعة «بار إيلان»، معقل «الحريديم» المتشددين، على قتل رئيس الوزراء الصهيوني «إسحاق رابين» عام 1995 بحجة تفريطه «بأرض إسرائيل»، بعد توقيعه اتفاق «أوسلو» الذي تعارضه.
ومنذ عدوان الاحتلال على غزة؛ تركز نشاط أتباع «الصهيونية الدينية»، بدفع من «بتسلئيل سموتريتش»، والمتطرف «ايتمار بن غفير»، حول دعم مخطط تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وتوزيع السلاح على المستوطنين مما انعكس في زيادة وتيرة اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وتدشين مناطق عازلة حول المستوطنات، مما يعني قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لقد أدت سياسات وزراء «الصهيونية الدينية» لدفع المشهد في فلسطين بشكل متسارع نحو الانفجار، بهدف رسم خريطة جديدة للضفة الغربية تضم عدداً أكبر من المستوطنين اليهود وأقل من الفلسطينيين، تمهيداً لضمها للكيان الصهيوني.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-08-2024 08:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |