حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 988

التهكم التنظيمي: تهديد حقيقي للإنتاجية

التهكم التنظيمي: تهديد حقيقي للإنتاجية

التهكم التنظيمي: تهديد حقيقي للإنتاجية

20-08-2024 08:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. هبة أبو عيادة
التحرش النفسي في مكان العمل، أو ما يُعرف بالتهكم التنظيمي، ويمكن تعريفه بأنه سلوك سام ينخر في نسيج المؤسسات، ويترك آثارًا عميقة على الأفراد والمنظمات على حد سواء. يتجاوز هذا السلوك المزاح البسيط أو النقد البناء، ليشمل سلسلة من الأفعال الكلامية والسلوكية المتعمدة التي تهدف إلى إذلال الآخرين، وتقويض ثقتهم بأنفسهم، وإضعاف أدائهم.

يتخذ التهكم التنظيمي أشكالاً متعددة ومتنوعة، منها:السخرية والاستهزاء: توجيه النكات اللاذعة والسخرية من الأفكار والآراء، مما يؤدي إلى الشعور بالإحراج والخجل. والإهانات والشتائم: استخدام لغة مهينة ووقحة، والتعبير عن السخط والغضب بشكل علني. والعزل الاجتماعي: عزل الفرد عن زملائه في العمل، وتجاهل آرائه ومقترحاته. ونشر الشائعات: ترويج الشائعات والأقاويل الكاذبة عن الفرد، مما يؤثر على سمعته وصورته. وتكليف المهام الصعبة والاستحالة: إعطاء الموظف مهام صعبة للغاية أو مستحيلة، بهدف إثبات فشله. والمقارنات السلبية: مقارنة الفرد بزملائه الآخرين بشكل سلبي، بهدف إظهار تفوقهم عليه.

تتعدد أسباب التهكم التنظيمي، منها:الشخصية: قد يكون مرتكب التهكم شخصًا يتمتع بشخصية عدوانية أو نرجسية، يسعى إلى السيطرة على الآخرين وإذلالهم.ثانيًا بيئة العمل: قد تساهم بيئة العمل السامة والتنافسية الشديدة في انتشار التهكم، حيث يشعر الموظفون بالضغط والحاجة إلى إثبات أنفسهم بأي طريقة. ثالثًا الافتقار إلى القيادة الفعالة: غياب القيادة القوية والواضحة، وعدم وجود سياسات واضحة لمكافحة التهكم، يشجع على استمرار هذه السلوكيات.

يترك التهكم التنظيمي آثارًا سلبية عميقة على الأفراد والمنظمات، منها:تأثير سلبي على الصحة النفسية: يؤدي التهكم إلى الإصابة بالاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم، وانخفاض احترام الذات. وانخفاض الإنتاجية: يؤثر التهكم سلبًا على أداء الموظفين، ويقلل من إنتاجيتهم وإبداعهم. وزيادة التغيب والانسحاب: يلجأ الضحايا إلى التغيب عن العمل، أو البحث عن وظائف أخرى للهروب من هذه البيئة السامة. وتدهور العلاقات بين الموظفين: يؤدي التهكم إلى تدهور العلاقات بين الموظفين، وخلق جو من التوتر وعدم الثقة. وزيادة التكاليف: يتسبب التهكم في زيادة التكاليف على المنظمة، بسبب ارتفاع معدلات التغيب، وزيادة تكاليف التدريب على الموظفين الجدد، وانخفاض جودة المنتجات والخدمات.

يدًا بيد بإمكان كل قائد مؤسسة أو مدير أو مسؤول مكافحة التهكم التنظيمي، من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات تساعد على الحد من التهمكم التنظيمي في المؤسسة، منها:توعية العاملين: يجب توعية الموظفين بأشكال التهكم التنظيمي، وآثاره السلبية، وكيفية التعامل معه. وتطوير سياسات واضحة: يجب وضع سياسات واضحة ومحددة لمكافحة التهكم، وتحديد العقوبات الصارمة على مرتكبيه. وتدريب المديرين: يجب تدريب المديرين على كيفية التعرف على التهكم، وكيفية التعامل مع الحالات التي تحدث، وكيفية بناء بيئة عمل إيجابية. والعمل على توفير قنوات آمنة للإبلاغ: يجب توفير قنوات آمنة للموظفين للإبلاغ عن حالات التهكم، دون خوف من الانتقام. والحرص على بناء ثقافة الاحترام: يجب بناء ثقافة مؤسسية تحترم حقوق جميع الموظفين، وتشجع على التعاون والاحترام المتبادل.

في الختام، يعتبر التهكم التنظيمي تهديدًا حقيقيًا للإنتاجية، ويجب على جميع الأطراف المعنية العمل معًا للقضاء عليه، وبناء بيئة عمل صحية وآمنة للجميع تسود فيها الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير لكافة العاملين المستفيدين والمسؤولين، فكلكم راعٍٍ وكلكم مسؤول فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال رسول الله صل الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

الراي








طباعة
  • المشاهدات: 988
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-08-2024 08:59 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم