21-08-2024 09:07 AM
بقلم : أحمد الحوراني
الرسائل التي بعث بها جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس خلال لقائه عدد من السياسيين والاعلاميين كانت واضحة وفي مكانها الصحيح وتوقيتها الدقيق أكان ذلك فيما له علاقة بتطورات الأحداث المحلية والإقليمية لا سيما الحرب في غزة او ما يرتبط مباشرة برؤيته الواثقة حيال أبرز الملفات على الساحة الأردنية والتي اهمها تأكيد جلالته على المضي في مسيرة التحديث الاقتصادي والسياسي والاستحقاق الدستوري المتمثل في الانتخابات القادمة في العاشر من أيلول والتي يريدها الملك لتكون نقطة ارتكاز ينتقل بواسطتها الأردن إلى البناء على ما تحقق كي يراكم المزيد من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكل ما يشكل اضافات لافتة على خارطة التنمية المستدامة في المملكة.
عندما يتحدث الملك ثمة اشارات يجب التقاطها للأخذ بها دون تباطؤ لانه حديثه بهذه الثقة يعطي دفعا كبيرا وزخما لا يستهان به وهو الذي يعرف كيف يوازن بين قضايا الخارج واستحقاقات الداخل؛ فالملك المطلع على تشعبات التحديات التي تواجه المنطقة خاصة أثر تداعيات الحرب على غزة وما ألقت وتلقي به من نتائج مباشرة على الأردن الا انه لا يرى بذلك سببا لتغيير القناعات او تعطيل عملية الاصلاح والتحديث مما يعني مواصلة العمل على مضاعفة مكتسباتنا الوطنية رغم كل المعيقات التي ذكرها الملك مرارا خاصة في خطابه الراسخ في ذاكرة الأردنيين في احتفالية اليوبيل الفضي في حزيران الماضي. الجميع مطالب بدوره على أكمل وجه، وذلك ما أكده جلالته عندما أشار بكل وضوح إلى أن التنمية عملية تشاركية بين الجميع لان مقياس المواطنة بنظر الملك تعني قيام الجميع بمسؤولياته وواجباته بإخلاص وضمير حي دون التذرع بحجج من شأنها تثبيط الهمم، فنحن دولة قانون ومؤسسات لها تاريخها العظيم المشهود له بقدرته الفائقة على تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص كفيلة بمستقبل افضل يقطف ثماره أبناؤنا وبناتنا في السنوات القادمة. الأردنيون مطمئنون لحديث الملك امس وكما في كل مره عندما تذهب تاكيدات جلالته على تمسكه بمواقفه الثابته ورفضه القاطع لأن يكون مستقبل المنطقة العربية رهينة لسياسات اليمين الاسرائيلي المتطرف، وفي هذا الصدد فإن موقف الأردن كان معلنا وواضحا ورافضا لحرب الإبادة الجماعية التي تديرها آلة الحرب الإسرائيلية منذ نحو عشرة شهور في غزة دون استجابة لنداءات المجتمع الدولي وقادة العالم ومنظماته التي دعت وما زالت تدعو لوقف دوامة العنف التي كان الأردن بقيادة جلالة الملك اول من حذر من أن نتائجها الكارثية سوف تطال العالم بأسره.
دلالات عميقة لا لبس فيها وردت امس في حديث جلالة الملك وعلينا أن نتخذ منها عنوانا شاملا يبعث الأمل والثقة ويؤكد أننا على الطريق الصحيح وأن المسيرة مستمرة وأن الأردن مع أمته العربية والإسلامية وأن مواقفه لا تتبدل.
ahmad.h@yu.edu.jo
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-08-2024 09:07 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |