بقلم : ماجد الأمير
في جلسة سابقة لمجلس النواب » قبل الحل » اجاب رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عن سؤال نيابي حول مصير المجلس والحكومة، بان الحكومة تعمل دون الالتفات لموعد رحيلها بل انها تنجز في اخر يوم من عمرها وكانه اول يوم على تشكيلها.

رئيس الوزراء حدد سياسة واضحة لعمل حكومته جوهرها تحقيق انجازات دون النظر لاستحقاقات سياسية متعلقة بموعد رحيل الحكومة او استقالتها ما دام ان صاحب الولاية لم يطلب منها الاستقالة فهي تعمل لخدمة المواطن، لذلك كان واضحا ان رئيس الحكومة وفريقه الوزاري يقدمون انجازات كبيرة متعلقة بمستقبل البلاد وليس بظروف قصيرة.

قبل حل مجلس النواب كانت الحكومة تقوم بعملها على اكمل وجه وخاصة في مجال الاصلاح الاداري لذلك جاء نظام الخدمة المدنية المعدل ونظام الموارد البشرية والذي قدمته الحكومة ليرسم المسار الاداري للهيكل الوظيفي للدولة وهنا كان هناك استحقاق دستوري لو تم حل مجلس النواب قبل 15 تموز فان الحكومة ستستقيل، فالحكومة كانت تعمل بجد لانجاز هذا الاصلاح الاداري دون الالتفات لمواعيد حل مجلس النواب ورحيل الحكومة وفعلا انجزت الحكومة النظامين ثم قامت بمراجعة النظام بعد ظهور انتقادات للنظام وخاصة في قضية منع الموظف العام من العمل بعد الدوام الرسمي والذي سيتم الغاء هذه الشرط والسماح للموظف بالعمل خارج الدوام الرسمي بهدف تحسين مستوى معيشة الناس لذلك انحاز من رئيس الوزراء والحكومة لمعيشة المواطنين وتحسين دخولهم، فكان الخصاونة قد وجه الحكومة باجراء مراجعة لقضية عدم السماح للموظف بالعمل خارج الدوام الرسمي وفعلا قام مجلس الوزراء باقرار الاسباب الموجبة لالغاء البند الذي يمنع الموظف من العمل خارج اوقات الدوام الرسمي وهو ما لاقى ارتياحا شعبيا وسياسيا ونقابيا لقرار الحكومة بابقاء السماح للموظف العام بالعمل خارج اوقات الدوام الرسمي.

امس الاول كشف رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عن قرار الحكومة بالسير في مشاريع استراتيجية كبرى وهي الناقل الوطني وهو المشروع الذي تعول عليه الدولة الاردنية بسد اي عجز مائي في السنوات القادمة من خلال تحلية ونقل المياه من البحر الاحمر الى عمان وهو مشروع استراتيجي يحتاج الى سنوات لانجازه بمعنى ان الحكومة لم تلفت الى انها قد تستقيل بعد اجراء الانتخابات النيابية التي ستجرى في العاشر من الشهر المقبل، بل ان الحكومة فكرت بطريقة استراتيجية لانجاز مشروع استراتيجي دون حساب البقاء والرحيل فالمهم هو خدمة الاردن.

المشروع الحيوي الاخر الذي اعلن عنه رئيس الوزراء وهو ايضا مشروع مستقبلي هو انشاء سكة حديد من العقبة الى مناطق التعدين في جنوب الاردن وهو مشروع استراتيجي ويحتاج الى سنوات وتمويل، كما ان الخصاونة اعلن عن مشروع اخر لحل مشكلة النقل العام وازمة المرور في عمان وهو انشاء جسر علوي من صويلح الى مرج الحمام بطول (15) كم وهو مشروع استراتيجي يحتاج الى سنوات من الدراسة والعمل، بل ان هذا المشروع هو استكمال لفكرة الباص سريع التردد وسيكون اطول جسر علوي في البلاد لان طوله 15 كم.

الحكومة باعلانها هذه المشاريع الاستراتيجية والمستقبلية الثلاثة فانها تفكر بطريقة استراتيجية وخارج الصندوق الذي تعودنا عليه بان الحكومات تكون في اخر ايامها فقط هي حكومات تصريف اعمال وخاصة في وقت الانتخابات النيابية، فحكومة الخصاونة باعلانها هذه المشاريع فانها تنظر الى المصلحة العامة للبلاد والسير الى الامام عبر اتخاذ قرارات لانشاء مشاريع استراتيجية تحتاجها البلاد بعد سنوات حتى لو جاءت حكومة بعدها واكملت هذه المشاريع لان الحكومات هي استكمال للانجازات.

الراي