حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,13 سبتمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3006

الخصومة الفاجرة .. تقلل فرص المصالحة

الخصومة الفاجرة .. تقلل فرص المصالحة

 الخصومة الفاجرة .. تقلل فرص المصالحة

22-08-2024 09:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي الصلاحين
إننا نعيش في واقع ليس مثاليا ولكن فيه الخير والشر، ومنا من يغلب خيره على شره، ومنا من يغلب شره على خيره، والتعامل مع النفوس البشرية يحتاج إلى صبر وحكمة ودراية بهذه النفوس، ولكن أحياناً ينسى الإنسان الأسس الصحيحة للتعامل مع الآخرين؛ مما يسبب مشاكل وخصومات أحياناً تصل إلى ساحات القضاء، ومن أشد أنواع الخصومات الخصومة الفاجرة، فصاحب هذه الخصومة ألد، أي تتسم خصومته بالشدة والعنف ومجاوزة حد الاعتدال، والانتقال من تأييد الرأي إلى التنديد والتهكم والسخرية وغير ذلك من الصفات الذميمة.
واللدد في الخصومة شر للأمة؛ لأنه مضيعة لجهودها ومجدها وحضارتها ومصالحها، بل إنه يجعل الأمة في تنازع وفشل مما يؤدي إلى ذهاب قوتها، فتصبح لقمة سائغة لأعدائها، كما أن الخصومة الفاجرة شر للمتخاصمين؛ لأنها تؤدي إلى التحاسد والتباغض والتدابر وقطع الروابط بين الناس، وإشعال نار العداوة والحقد بينهم، مما يؤدي إلى فساد الأسر والمجتمعات، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْـخِصَامِ} وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أبغض الرجال إلى الله الأَلَدُّ الخَصِمُ» ،كما أن الفجور في الخصومة وخاصة المتعلقة بالأمور الاجتماعية والسياسية والشرعية يؤدي إلى التهاجر والتنابز وتبادل الاتهامات، حيث تتوالى التهم المعلبة والمجهزة بطريقة احترافية شيطانية على الرموز الاجتماعية والعلمية والفكرية والدعوية والسياسية، وقد تصل هذه الاتهامات إلى حد الرمي بالفسوق أو الكفر او شتى صنوف الموبقات، وقد تنسي هذه الخصومات مصالح البلاد والعباد. وللإسلام منهج واضح في علاجه الخصومة الفاحرة وللمشكلات والأمراض القلبية والخلقية وغير ذلك من الإشكالات التي تواجه الفرد والمجتمع، حيث يضع منهجاً وقائياً يحصن به الإنسان كي لا يقع فريسة في حبائل أهوائه ورغباته وشهواته وشيطانه، وإذا ضعفت هذه النفس البشرية أو خرجت عن نطاق الوقائية لا يتركه حائراً بل يقدم له العلاج الناجع، ومن هذا المنطلق نجد أن احترام الآراء وقبول الآخر، فليس هناك أحد يمتلك كل الحقائق وحده، والكل يحتاج إلى الآخر، فمشاركة العقول في الأفكار أهم من مشاركة الأبدان في الأعمال.
كما إن حفظ الألسن وعدم الخوض في عرض المتخاصم، وعدم المبالغة في الخصومة حتى نترك للصلح موضعاً، قيل لأبي سفيان رضي الله عنه: ما بلغ بك من الشرف؟ قال: ما خاصمت رجلاً إلا جعلت للصلح موضعاً، فالتحذير أن نسلك طريق المنافقين عند الخصومة، قال صلى الله عليه وسلم: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فَجَر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يَدَعَها»
أما الاحتكام إلى الشرع وتنفيذ ما نؤمر به، قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّـمُوا تَسْلِيمًا} والاحتكام في الأمور العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى أهل الخبرة في هذه المجالات.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3006
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-08-2024 09:24 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تخشى واشنطن أن يؤدي انهيار محادثات وقف النار بغزة لتنفيذ إيران ردها الانتقامي على (إسرائيل)؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم