حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,5 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 529

بحر وصياد والشبك عقباوي

بحر وصياد والشبك عقباوي

بحر وصياد والشبك عقباوي

25-08-2024 08:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د نضال المجالي
أردنيا لا تجتمع كلتا الكلمتين "بحر وصياد" إلا في العقبة، وهذا أقل ما يمكن أن يكون سببا لتكون العقبة مختلفة، وسياحيا يمثل البحر والصياد صورة الترفية والتنمية اللذين يندرجان ضمن قائمة الأعمال التي يرغب الفرد سائحا أو مقيما بأن يمارس نشاطه في حياته ولو مرة واحدة، واقتصاديا يمثل البحر والصياد شريانا أساسيا في العائد المالي سواء كوسيلة نقل أو منتج يكثر الطلب عليه، واجتماعيا يمثل البحر والصياد انموذج الصبر والعزيمة وهمة العطاء، بيئيا يمثل البحر مؤشر حياة الأرض وكنوزه الطبيعية هي الأجمل، أما تراثيا ترى في "الدنقي" و" وزرة الصياد" تاريخ مجتمع نشط وسيرة تجارة كانت حلقة مكتملة من تبادل الثقافات والخبرات وأنماط السلوك، وفنيا لا تجد وتسمع أجمل من مقطوعة لفرقة عقباوية على آلة "السمسمية" وصوت شجي يغني "احنا الشباب الصيادين والبحر الأحمر بحرنا".


بحر وصياد؛ أسلوب حياة العقباوي الذي ركب البحر متمكنا لمواجهة أمواجه التي ألفها، وأصبحت سمفونية تنظم تمايله وأوجدت الطبيب والمهندس والمعلم والمفكر والباحث وغير ذلك كثير دون أن يتلاطم مع صعوباتها، ولكن اليوم يواجه ابن المدينة البحرية عروس البحر الأحمر وعشقه العقبة أمواجا برية هي الأصعب في حياته! فلم نسمع يوما أن عانى العقباوي من البحر بقدر معاناته من البشر على البر بين إدارة وتخطيط وتنفيذ، لتكون اليوم في العقبة حكايات تخالف قصص الأثر القديمة عن البحر الذي عرفه الصياد، عندما كان البشر يخافون ويهابون البحر ويودعون صياديهم وبحاراتهم عند مغادرة الشاطئ، لتصبح قصصا وحكايات وأخبار اليوم تؤكد أننا أصبحنا نخاف على البحر من البشر، نخاف على عشقنا وارثنا وميزان الطبيعة بما يلحقه البشر في مياهه وما حولها من فرح واستجمام ورزق كان قديما لا ينقطع، فهو رزق الله في ملكوته دون تدخل للبشر.

في العقبة اليوم أمواج البر والبشر أرقام نقرأها في بيانات وإحصاءات وتصريحات وصور ترسلنا لألف سؤال من أسئلة القلق المفرط، تغرس فينا الحيرة والرهبة من حجمها وأثرها على المدينة وابنائها، وأحيانا ترسم التمثيل والتطبيل والتزمير بلا طعم، وأخطر ما لفت انتباهي ما تنبه وذهب إليه ابن العقبة الكاتب الدكتور عبدالمهدي القطامين في مقال نشره قبل أيام قراءة في بيانات دائرة الإحصاءات العامة الأخيرة عن العقبة تحدث فيه عن هم وقلق، والتي اشتملت على نسب مقلقة غير صحية لحجم البطالة وشكل التوزيع السكاني والارتفاع في أعداد العمالة الأجنبية، والتي تؤكد ضرورة إعادة قراءة مستقبل المدينة من قبل مختصين يتطلعون لمصلحة المدينة، وليس لإقامة مؤقتة في فندق وإعادة قص ولصق النتائج لتكون إعلانا أو تصريحا رسميا جميلا، وفي تصريحات أخرى من قاع البحر موجة بحرية بالإعلان عن نجاح رفع 14 طنا من النفايات البشرية في 228 حملة تنظيف لجوف البحر، لأقول إنها وصمة خطر غير مقبولة لسلوك البشر السلبي تجاه البحر، وليست بصمة إنجاز أو فخر تسجل ويعلن عنها في حق البحر والصياد، وخصوصا يأتي هذا الإعلان في وقت تقبل العقبة تسجيلا على قائمة التراث العالمي "اليونسكو" لمحميتها البحرية، التي يبذل من القائمين على الملف وشخوص العمل اليومي كل الطاقات والجهود لتكون عالمية بالغاية والهدف، في العقبة اليوم أرقام كثيرة تستوجب إعادة الدراسة بعمق وصدق بعيدا عن السطحية والأهواء الشخصية لتكون المدينة رقما مهما وليس هماً بأرقام يثير تساؤلات.
العقبة بالرغم من كل وصف جميل لها وبكل ما تلقى من رعاية ودعم واهتمام ومتابعة بمختلف المستويات إلا أن أغلبنا – وأقصد من ولد في العقبة خصوصا أو أقام فيها سنوات طويلة - لا نستذكر ولا نتأمل ولا نشتاق سوى للقديم منها بحرا وسمكا وشواطئ، هدوءا وسحرا ونشاطا، وقد يقول قائل هناك الجديد الجميل فأقول صدقت، فانا لا أقصد ما وصلت اليه المدينة من تطور عقاري وسياحي في البناء فهي فرصة عمل وفرصة ترفيه واستمتاع وفيها فعليا من ساهم لإعادة الثقة بالمدينة استثمارا ومستقبلا أكثر من كثير من البشر، كأيلة مدينة البحر المنجزة بحق، جارة البحر من حمل من إرث العقبة قديم اسمها، وأرسى في بحيراتها التي اوجدها القائمون دورة حياة وأرثا لا ينقطع فيها، وأنعش لياليها بالفرح كثيرا، ولنا كزوار ومقيمين وابناء ذكريات لا تنسى فيها، ولكن هل يكفي ذلك العقبة المدينة؟


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 529
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-08-2024 08:24 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم