حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1011

إستراتيجية "معرفة ما لا نريده"

إستراتيجية "معرفة ما لا نريده"

إستراتيجية "معرفة ما لا نريده"

27-08-2024 09:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا خزوز
يبدو أننا وصلنا إلى سؤال الحسم: ما موقفنا من الانتخابات؟ من ننتخب؟ لا بل هل ننتخب؟ ومع اقتراب موعد الاقتراع وفي ظل حالة التردد هذه، نحتاج نحن الناخبين للجوء لاستراتيجية «معرفة ما لا نريده» لنستطيع تحديد ما نريده.


«من ننتخب» سؤال لا يتعلق بالاختيار، بل بصراع الوعي والإدراك، هذا الصراع الذي يدور الآن في ذهن كل ناخب واعٍ يملك تفكيرًا نقديًا ويبحث عن إجابة مقنعة لتساؤلاته. هو نفسه الناخب الذي يدرك أهمية التمثيل السياسي الذي يتحكم في مصير حياته اليومية، ولكنه يتردد في المشاركة في ظل فوضى الخيارات والقلق من الوقوع في مأزق تكرار الخطأ وتوقع نتيجة مختلفة!
تطبيق استراتيجية «معرفة ما لا نريده» يبدأ بتحديد صفات الحزب أو المترشح الذي لا نريده ثم نقوم باستبعاده؛ كمترشح البيزنس أو الخدمات على سبيل المثال، أو المترشح الذي يعتمد على البعد العائلي أو العشائري في الطرح، أو الذي لا يظهر وضوحًا في الموقف من الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، أو الآخر الذي تمتد ولاءاته لخارج حدود الدولة، أو المترشح الذي تشوب سمعته ومصداقيته الشوائب.
المرحلة التالية للاستبعاد هي مرحلة المفاضلة بين الخيارات المتبقية؛ وهي مرحلة تعتمد على التمايز بين الأحزاب والمترشحين، وهذه المسألة تقع على عاتق الأحزاب السياسية والمترشحين غير التقليديين، فليساعدوا الناخب في الخيار من خلال تحديد موقفهم وبرنامجهم بطريقة أكثر وضوحًا عما نراه الآن!
في عام 1992، خاطبت حملة المترشح الرئاسي بيل كلينتون الناخبين بالرسالة التالية: «بيل كلينتون سيصنع التغيير ويحسن الاقتصاد، لأنه يملك القدرة على فهم الناس العاديين وطموحاتهم وآمالهم بينما بوش (أي المرشح الآخر) لا يفهمكم! لهذا السبب، سيكافح بيل كلينتون من أجل تخفيض الضرائب وتوفير المزيد من الفرص للنساء والأقليات والفقراء؛ وتوفير الرعاية الصحية بتكلفة مناسبة للجميع.»
وفي عام 2019 خاطب بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق الناخبين من خلال حملته قائلًا: «لقد كان برلماننا معطلاً لفترة طويلة، ولم يكن يعمل من أجلكم. لم يكن أمامنا خيار سوى إجراء الانتخابات، لأننا كنا بحاجة إلى إخراج بريطانيا من حلقة الفشل المستمرة. سننتهي من البريكست بحلول 31 يناير. ثم سنتوجه إلى الأولويات التي تهم الناس.»
قد تبدو هذه الرسائل بسيطة، ولكنها رسائل مدروسة بعناية وحرفية عالية لتصل الناخب وتخرجه من حالة تردده وتدفعه للخروج للتصويت، ففي حالة كلينتون كانت الرسائل محددة تحسين الاقتصاد وفي حالة جونسون كانت البريكسيت أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
في مواجهة الخيار الصعب، يجب على الناخبين أن يستخدموا استراتيجية «معرفة ما لا نريده» لتصفية الخيارات واختيار الأنسب. بينما يتعين على الحملات الانتخابية تقديم رسائل واضحة تساعد الناخبين على اتخاذ قرارات.
ما نزال أمام ناخب يدور في حلقات مفرغة من الحيرة والتردد، ورسائل سياسية ضبابية وغير واضحة ومهرجانات ومقابلات وخطابات، وكل ما تحتاجه الأحزاب والمترشحين الآن هو مساعدة الناخب في اتخاذ القرار من خلال الإجابة على سؤال واحد فقط: «لماذا نحن وليس هم؟»








طباعة
  • المشاهدات: 1011
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-08-2024 09:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم