31-08-2024 01:04 PM
بقلم : د. مرام أبو النادي
قد تكون عملية التعلم هي العملية الأكثر أهمية في المنظومة التعليمية؛ لأسباب عديدة أبرزها الانتقال من محور أن يكون المعلم محور العملية التعليمية التعلمية؛ فباتت مسؤوليات المعلم ضمن مهنته أعظم بكثير؛ كأدواره من حيث التوجيه وتسهيل المهام والتصميم للتعليم والتعلم.
إن العالم لا يسير بخطوات عملاقة فحسب؛ بل بسرعة لا نتخيلها؛ فتسارع المعرفة لن تجعل التربويين قادرين على تنفيذ وترجمة السياسات التربوية الحديثة، إن كانت لديهم ذات القناعات التقليدية السابقة والمباشرة في العملية التعليمية فقط، وفي ظل التركيز على المهارات المستقبلية للطلبة على اختلاف مستوياتهم الدراسية والمرتبطة بتخصصات المستقبل وحتى المهارات الحياتية اللازمة لتكيفهم مع مستجدات العالم في مختلف النواحي المتغيرة والمتنوعة باستمرار.
المعلمون معنيون بالتوفيق بين نمطين؛ الأول نمط التعلم، أما الثاني فهو نمط السلوك، ويكون ذلك عن طريق الاهتمام بأساليب التعلم من حيث تشكيل المعلومات، المهارات، والاتجاهات، بحيث يتم تحقيق التعلم والسلوك؛ إذن هناك حلقة لعملية التعلم تبدأ بفهم احتياجات الطلبة، وتصميم التعلم، فتنفيذ خطة التصميم ليتم الوصول إلى نتيجة، وآخرها عملية التقييم.
إذا ما شاء المعلم أن يعلم مهارة معينة لطلبته، لابد من تركيزه على احتياج الطلبة ليصل إلى التصميم المناسب بناء على احتياجات طلبته؛ لأن إبداع المعلم يكون بالتصميم التعلمي لمهارة ما.
ففهم احتياجات الطلبة لا نعبر عنها بالفجوة أو النقص؛ بل بالفرق بين الأداء المتوقع والأداء الفعلي
(Expected Performance-Actual Performance)
فالأداء المتوقع يمثل رغبة المعلم بأن يكون طلبته الأفضل أما الأداء الفعلي يمثل وجود نموذج يجعل الطلبة أفضل فالأداء الفعلي نجده في نتائج الطلبة وسلوكياتهم.
وللتأكيد فإن أي مهارة يمكن تعلّمها ضمن تصميم التعلم واعتمادا على احتياجات الطلبة، فهناك ثلاثة عناصرهي: (معرفة، سلوك، واتجاه) ففي ظل افتقار المعلم للسلوكيات المثالية والعملية والتي تمثل السلوك، وعدم وضوح المعلومات التي يقدمها والتي تمثل المعرفة، وغياب النموذج الخاص بالمعلم والذي يمثل الاتجاه؛ سيكون الأداء الفعلي أقل من الأداء المتوقع؛ وقد يكون السبب في تدني الأداء الفعلي الطلبة أنفسهم لاعتبارات عديدة منها وجود الفروقات الفردية، الظروف النفسية والبيئية وغيرها.
فجوهر التعلم قوامه التصميم كلما فهم المعلم احتياجات طلبته كان تصميمه للتعلم وطرقه أفضل هنا بالتالي نصل إلى مفهوم الكفاية بتساوي الأدائين المتوقع والفعلي للطلبة في تعلمهم لأي مهارة.
د. مرام أبو النادي - جامعة البترا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-08-2024 01:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |