01-09-2024 08:48 AM
بقلم : أحمد الحوراني
اول من أمس قضى الوكيل محمد ابو عسكر من مرتبات إدارة البحث الجنائي في مديرية الأمن العام إلى جوار ربه راضيا مرضيا خلال قيامه بواجبه وكان ذلك أثر فعل جبان قام به (مطلوب) أرعن في مقتبل العمر دون أي احساس بأدنى درجات المسؤولية أيا كانت بواعثها أخلاقية أو دينية أو انسانية لأن مثل هذا الشاب المترف الذي لم يرع إلاً ولا ذمة في حياة الفقيد محمد قد أقدم على فعلته المشينة وهو لم يشب على الطوق بعد ولم يعرف معنى رب اسرة وابن وطن يقوم بواجباته المقدسة لحمايته هو ومن مثله من اقران السوء.
استشهد الوكيل محمد ابو عسكر ليلحق بدرب من سبقوه من شهداء الواجب الذين قضوا في سبيل أمن وأمان الوطن وسلامة مواطنيه لنبقى متنعمين بالراحة وهم ساهرون بعد عين الله على حمايتنا وليصدق فيهم قوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) وفي هذا المقام الذي تعانق فيه معاني كلماتنا قلب أم الشهيد وابيه وذويه وزوجته وأبنائه وإذ يلف الحزن أبناء وبنات الوطن الما ومرارة على حادثة استشهاد ابو عسكر، لنعود ونؤكد أن الأردن ولادة للرجال الصناديد الذين يحبون الموت كما غيرهم يحبون الحياة، وأنا أجزم ومعي نشامى ونشميات الوطن ان محمدا (عسكر) كان مقبلا على عمله البطولي وأن كرامته وشجاعته كانت تأبى عليه ان يكون مُدبرا وحروف قسم الجندية بين ناظريه رحمه الله.
هكذا قدر الأمن العام واجهزتنا الامنية ومنذ نشأة الدولة الأردنية وهي تقدم شهيداً تلو الآخر وإلا كيف كان أمننا واماننا عنوانا وعلامة فارقة تميزنا بها في خضم تجربتنا الأردنية عن سوانا حتى اصبحنا كالشامة بين الأمم ومع كل قطرة دم زكية سالت من جسد شهيد، حري بنا استحضار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته.
محمد ابو عسكر بين يدي ربه وقد توسد الثرى ولسوف تبقى صورته الشجاعة أمام عيني ابنه الذي مات وهو يحتضن صورته في ذاكرته، وأما مرتكب الفعل الجبان فلسوف ينال جزاءه في الدارين الأولى والآخرة خزياً وعاراً مقابل اكاليل زهور وغار رافقت جثمان محمد عليه رحمه الله.
ahmad.h@yu.edu.jo
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-09-2024 08:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |