01-09-2024 08:59 AM
بقلم : د نضال المجالي
كَوْني غير مقتنع بكل البيانات الانتخابية المطروحة من المترشحين، سواء الذين أعرفهم أو لا أعرفهم، وذلك بعد الاطلاع على مجملها كونها تنوعت بين الأحلام والآمال، وبين الطموح والخيال، أو بين بيع الكلام وتوزيع المناصب، ومنها كثير ما يشبه ذر الرماد في العيون، لضيق أفقها، وتشابهها لكل بيان طُرح لمترشح نجح أم لم ينجح في مجلس سابق، بالإضافة لكوني- أنا أصلا ما بعجبني العجب-، وبعد جلسة تفكير لم تتجاوز دقائق معدودة، سألت نفسي لماذا يعمل دماغي بالعكس؟ فمتى كان ينتظر الفرد أن يحقق النجاح والغاية والتغيير بتفكير الآخرين؟ ولماذا ننتظر نحن الناخبين وعددنا يفوق الخمسة ملايين ناخب أن نقرأ ونقبل بيانا من مترشحين عددهم أقل من تسعمائة مترشح؟ فهي معادلة غير متوافقة بكافة الأبعاد. ومن منهم يملك حتى مساحة وأثرا أوسع كما ونوعا؟فرأيت الأَولى أن نقوم نحن الناخبين بكتابة بياننا الانتخابي، وإلزام المترشحين به، ونتوقف عن طرح السؤال الحتمي واليومي لمترشح المستقبل متسائلين أين بيانك؟ وما هو برنامجك الانتخابي؟ فكما نعلم هو فرد واحد مهما فكر وانطلق، فمكانته وحركته محدودة في المصلحة والعطاء مقابل المجموع، إن كان عطاؤه أصلا موجودا ومضمونا، فأغلبها تنتهي بصدور نتائج الانتخابات.
وهنا كان قراري بأنّي سأبدأ بكتابة بياني كناخب، وأدعو كل ناخب أن يكتب بيانه ويبحث هو بين المترشحين للمجلس المقبل عمّن يملك القدرة والفرصة والصدق لإنفاذه، أو على الأقل قادر على السعي لإنجاحه، أو حتى أن نعلم أنه مترشح يملك ويتوافق مع ما ذهب إليه الناخب في بيانه من رغبات وطموح أو مهما كان اسمها، فواقع الحال اليوم ليس سهلا أو متاحا ليكون بيئة لأحلام اليقظة ورهن شعارات المترشحين، ولا ألومهم؛ فمحيطنا ملتهب منذ عقود، ومصادرنا الطبيعية صعبة المنال إدارة وتنقيبا إن لم تكن أصلا مملوكة لشركة أجنبية، ومواردنا المالية محدودة المداخل متسعة المخارج، ومواطننا صعب الإقناع كثير الشكوى، وخططنا وإستراتيجياتنا ورقية في معظمها أو بين مكررة ومنسوخة، ومسؤولونا صلاحيتهم في العمل العام قصيرة والشركات الحكومية موروثة طويلة، واقتصادنا يقوم على استثمارات تأسرها قوانين تتعدل كثيرا، وسياحتنا توقفها إشاعة أو- طوشة- في أقرب دولة في المنطقة، ويطعننا من كل اتجاه وفي كل مناسبة حراك من ثلة متربصين خلف غطاء المصلحة أو الدين أو السياسة، يتقربون إلينا على أنهم إخوان، يتحكم بقرارهم وفكرهم ومسيرتهم وسلوكهم هوامير الفكر الأيديولوجي الحالم بالعبث بأمننا المجتمعي ومستقبلنا السياسي، يستخدم فيها أيدي محلية تديرها عقول أجنبية الهوى داخلية وخارجية نتنة، ولا يسندنا اليوم ومنذ سنوات عمرنا بحق سوى عراقة واتزان سياسة خارجية وداخلية قوية، وقيادة بحكم ملكي يعي الواقع والمستقبل والأدوار، وصلابة أجهزة أمنية وجيش يملكون ضبط ووزن الواقع بحنكة وحكمة، وفوق كل ذلك رحمة الله وستره وبركته لأرض أردنية مباركة.
فيا عزيزي الناخب، أنت ميزان القادم وكاتب المستقبل باختياراتك، فاكتب بيانك كناخب وطن، وافرض الأفضل لمستقبل الأردن، وليكن أول برامجك اختيارا لمترشح بعيد كل البعد عن العابثين بغطاء الدين أو المصلحة، وليكن ثانيا اختيارا لمن هم لتراب وطنك ورفعته أصدق، وليكن ثالثا من تعلمهم لمستقبل الشعب وسياسة النجاح أقرب، وأما رابعا فتوجه لمن يعي المرحلة والمحيط ولا هم له غير الاستقرار وفرصة الحياة للشعب أجمع، ولا تنسى في برنامجك خامسا أن تقدم من هم يضمنون العمل والفرصة والتعليم والصحة والعدل والمساواة وللحقوق هم أسرع، واعلم أنها فرصتك وقرارك أنت من يستوجب أن يسأل فيها عن المستقبل باختيارك، وإن نسيت كل ذلك لعصبية أو عشائرية أو جهوية أو مصلحة شخصية أو تحركت بتوجيه أيديولوجي مرفوض، فتذكر يوم النتائج أنه لن يبقى لك من يوم الاقتراع والاختيار غير بقعة حبر على أظفرك، تأسرك والوطن لعمر جديد، واعلم أنك من حدد وجهتها وأثرها وستتحمل مسؤوليتها، وهذا بياني كناخب أدعو الله أن يلقى قبولا بينكم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-09-2024 08:59 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |