02-09-2024 08:52 AM
بقلم : حاتم القرعان
الانتخابات هي المحطة التي يتوقف عندها قطار الوطن ليتأمل في مسيرته، ويختار المسار الذي سيواصل عليه. إنها أكثر من مجرد صناديق اقتراع وأصوات، بل هي مرآة تعكس طموحات الشعب وتطلعاته نحو مستقبل أفضل. وبين الأمل الذي يعلق عليه المواطنون لتغيير واقعهم، والتحديات التي تفرض نفسها على المشهد الانتخابي، يتجسد واقع الحال بكل تفاصيله وتعقيداته.
في كل مرة تقترب فيها الانتخابات، ينبض الشارع بالحياة، وتشتعل النقاشات بين الناس حول المرشحين والبرامج الانتخابية. الأمل في التغيير هو المحرك الأساسي الذي يدفع الناس للمشاركة، فهو يعبر عن رغبتهم في رؤية وجوه جديدة تحمل أفكارًا وحلولًا مبتكرة لمشاكلهم اليومية. لكن هذا الأمل يجب أن يقترن بالوعي والقدرة على التمييز بين الشعارات الجوفاء والوعود الحقيقية التي يمكن تحقيقها.
ورغم هذا الأمل الكبير، إلا أن التحديات التي تواجه الانتخابات لا يمكن تجاهلها. من أبرزها التحديات الاقتصادية التي تفرض ضغوطًا على الناخبين، وتجعلهم أحيانًا أسرى للوعود الانتخابية غير الواقعية. كما أن الوضع الأمني والتوترات السياسية قد تضيف أبعادًا أخرى تجعل من الانتخابات معركة ليست فقط حول الأصوات، بل حول استقرار الوطن ومستقبله.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية دور الإعلام والمجتمع المدني في توجيه العملية الانتخابية نحو الشفافية والنزاهة. الإعلام الذي يقدم الحقيقة دون تحيز، والمجتمع المدني الذي يسعى لرفع مستوى الوعي الانتخابي، كلاهما يلعبان دورًا جوهريًا في تمكين المواطنين من اتخاذ قرارات مستنيرة، بعيدًا عن الضغوط والتهديدات.
من هنا، تأتي الانتخابات كاختبار حقيقي لمدى نضج النظام السياسي وقدرته على الاستجابة لمطالب الشعب. إنها فرصة لإعادة تقييم الأولويات الوطنية، وتجديد العهد مع قيم الديمقراطية والعدالة. وفي ظل الرؤية الملكية التي تسعى لتحقيق انتخابات نزيهة وشفافة، تبقى الانتخابات هي الأمل الذي يعقد عليه المواطنون أحلامهم، وهي السبيل لتحقيق تغيير حقيقي يعبر عن إرادة الشعب.
الانتخابات، إذا ما أُحسن استغلالها، يمكن أن تكون نقطة تحول نحو مستقبل أكثر إشراقًا. ولكن هذا يتطلب من الجميع، ناخبين ومرشحين، أن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن يكونوا على قدر التحدي في تحقيق ما يصبو إليه الوطن من تقدم وازدهار. وفي النهاية، يبقى الصوت الانتخابي هو الأداة الأقوى للتغيير، إذا ما استخدم بحكمة ونزاهة.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : بقلم حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-09-2024 08:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |