02-09-2024 10:16 AM
بقلم : د.اسمهان ماجد الطاهر
هي المرة الأولى التي يُطبق فيها الأردن النظام الانتخابي المختلط محليا، والذي بموجبه ستكون للمواطن القدرة على الإدلاء بصوتين؛ واحد للدائرة الانتخابية المحلية، وصوت آخر لقائمة على مستوى الوطن، حيث سيصوت الناخب لكل قائمة بصوت واحد، فما الفرق بينهما؟
من الجدير بالذكر أن الناخب لا يستطيع التصويت لقائمتين في القائمة المحلية، وإن فعل ذلك يَبطُل تصويته.
اما القائمة العامة «الوطنية» فهي تحتوي على أسماء الاحزاب وشعاراتها ورموزها فقط، ولن يرى الناخب أي اسم لمرشح فيها، لذلك سيكون عليه اختيار قائمة حزبية واحدة تمثله على مستوى المملكة.
وهناك فرق بين مرشحي الأحزاب والمستقلين في القائمة المحلية.
إن المرشح عن القائمة المحلية يترشح بشكل مستقل عن أي حزب سياسي، وليس لديه منصة حزبية ليتبعها، وعليه أن يبني حملته بنفسه من الألف إلى الياء.
بالمقابل مرشح الحزب يمثل حزباً سياسياً ويلتزم ببرنامجه وسياساته وأهدافه، وبذلك هو يستفيد من موارد الحزب، وشبكة الدعم، والبنية التحتية للحملة.
فمرشح الحزب، يفترض أن يتلقى عادة الدعم المالي ومواد الحملة والمساعدة التنظيمية من الحزب. وقد يستفيدون أيضًا من قاعدة الناخبين الراسخة للحزب.
على العكس من مرشح القائمة المحلية، فإن تمويله وموارده وقاعدة الناخبين الخاصة به تعتمد على قدراته الشخصية والاجتماعية، وقاعدته الشعبيّة بشكل مستقل.
أما بالنسبة للمواقف السياسية فإن مرشح الحزب، عادة ما يدافع عن السياسات والمواقف المتوافقة مع برنامج حزبه.
وغالباً ما تكون حملته انعكاساً للأجندة الأوسع للحزب.
اما مرشح القائمة المحلية فهو يطور ويعزز مواقفه السياسية بشكل مستقل. وتتشكل منصته من خلال ثقافته السياسية وأولوياته الشخصية والاجتماعية.
بخصوص تصور الناخبين، فإن مرشح الحزب قد يُنظر إليه على أنه يمثل مجموعة جماعية من الأفكار والقيم المرتبطة بحزبه. وبشكل عام، يتم دمج مرشحي الأحزاب في إطار سياسي أكبر، في حين يعمل المرشحون غير الحزبيين بشكل مستقل.
وعادة ما توفر المشاركة في الانتخابات البرلمانية فوائد عديدة للأحزاب السياسية، حيث أن الفوز بالمقاعد سيمنح الأحزاب إمكانية الوصول إلى المناصب الحكومية التنفيذية مستقبلا، وزيادة المشاركة في صنع القرار، ما يعزز قدرتها على تحقيق أهدافها.
كما يمكن أن تؤدي المشاركة والنجاح في الانتخابات إلى تعزيز رؤية الحزب ومصداقيته، وجذب المزيد من المؤيدين والمانحين.
إن مشاركة الأحزاب في الانتخابات، رغم أنها بشكلها الحالي جديدة، ومحفوفة بالمخاوف، خطوة في الطريق الصحيح نحو تطوير الديمقراطية السياسية والعمل السياسي الحزبي، وهي طريق آمنة للوصول للحكومة البرلمانية مستقبلا.
كما يمكن للأحزاب أن تساهم في تشكيل برامج وطنية جديدة واضحة وقابلة للتنفيذ.
إن تجرِبة القائمة الوطنية الحزبية، في الانتخاب هي مسؤولية وطنية، تتخطى مجرد اختيار أحزاب وطنية ومرشحين، إلى تحقيق إرادة الشعب في المساهمة بالتغيير والتطوير والإصلاح السياسي والاقتصادي.
a_altaher68@hotmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-09-2024 10:16 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |