09-09-2024 10:16 AM
بقلم : د. ليث عبدالله القهيوي
في قلب قطاع غزة، حيث تتوالى الحروب والحصار على مدار سنوات، تبرز المرأة الغزاوية كرمز للصمود والتحدي، تلك المرأة التي تحملت أعباء الحياة في أصعب الظروف، لتصبح محورا أساسيا في المجتمع الغزي، تواجه يوميا تحديات متزايدة تفوق في قسوتها ما قد يتحمله البشر عادة. إن وضع المرأة الغزاوية في ظل الحرب والحصار هو قضية إنسانية وسياسية تتطلب اهتماما خاصا من المجتمع الدولي، وسط الجهود التي تبذلها دول الجوار، وعلى رأسها الأردن، لتعزيز صمودها ودعمها.
الحياة في غزة ليست سهلة، فالمرأة هناك تعيش في ظل حصار خانق امتد لعقود وحروب متكررة تحصد الأرواح وتدمر البنية التحتية وتزيد من حدة الفقر والبطالة، وفي هذا السياق، تتحمل المرأة الغزاوية مسؤوليات هائلة، بدءا من إدارة شؤون الأسرة في ظل انعدام الموارد الأساسية، إلى تقديم الدعم النفسي لأطفالها وعائلتها وسط أجواء الخوف والدمار.
تواجه المرأة الغزاوية واقعا قاسيا يتطلب منها التكيف مع انقطاع الكهرباء، شح المياه، ونقص الغذاء والدواء. ورغم هذه الظروف الصعبة، تبقى المرأة عماد الأسرة، تقف في مواجهة الأزمات بحزم وإصرار، وتسعى للحفاظ على وحدة الأسرة والمجتمع وسط الفوضى والدمار، كما أن النساء في غزة كثيرا ما يضطررن لتحمل أعباء إضافية بعد فقدان أزواجهن أو أقاربهن في الصراعات، مما يزيد من الضغط النفسي والاجتماعي عليهن.
الحصار المفروض على غزة يضيف طبقة أخرى من المعاناة إلى حياة المرأة الغزاوية، هذا الحصار يؤثر بشكل مباشر على حقوق المرأة في التعليم، والصحة، والعمل. فالمؤسسات التعليمية والصحية تعاني من نقص حاد في الإمكانيات، مما ينعكس سلبا على فرص النساء في الحصول على التعليم والرعاية الصحية. كما أن القيود على الحركة والتنقل تجعل من الصعب على النساء الحصول على فرص عمل أو تطوير مهاراتهن، مما يعمق من حالة الفقر ويجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
الحرب والحصار لا يؤثران فقط على الجوانب المادية من حياة المرأة الغزاوية، بل يمتدان إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية، النساء في غزة يعانين من مستويات عالية من الضغط النفسي نتيجة للعيش في بيئة مليئة بالخوف والقلق المستمر، هذا الضغط يتفاقم بسبب مسؤولياتهن المتزايدة في ظل غياب الدعم الكافي. رغم كل ذلك، تظل المرأة الغزاوية قوية، وتبذل قصارى جهدها للحفاظ على الاستقرار النفسي لأفراد أسرتها والمجتمع من حولها.
في هذا السياق المعقد، يبرز دور الأردن كداعم رئيسي للمرأة الغزاوية، سواء من خلال الدعم السياسي أو الإغاثي. الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، يواصل دوره الإنساني المهم في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، وخاصة النساء في غزة. تعمل المؤسسات الأردنية على تقديم الدعم الطبي والإغاثي من خلال المستشفيات الميدانية والمساعدات الإنسانية المستمرة، التي تشمل توفير الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والدواء والمستلزمات الصحية.
علاوة على ذلك، يواصل الأردن جهوده في المحافل الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقوق النساء، داعياً إلى إنهاء الحصار ووقف العدوان، فهذه الجهود تعزز من صمود المرأة الغزاوية، وتؤكد التزام الأردن الثابت بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين ودعمهم في محنتهم.
إن المرأة الغزاوية تمثل رمزا للصمود والتحدي في وجه الظروف القاسية التي فرضتها الحرب والحصار. رغم كل التحديات، تظل النساء في غزة محور القوة والاستقرار في مجتمعهن والدعم الأردني المستمر للمرأة الغزاوية يعكس الالتزام العميق بالقضايا الإنسانية والسياسية العادلة، ويسهم في تعزيز صمودها أمام كل هذه التحديات، في النهاية، تبقى المرأة الغزاوية مثالا حيا على قوة الإنسان وقدرته على التكيف والصمود في أصعب الظروف، وهي تستحق دعم المجتمع الدولي بأسره لإنهاء معاناتها وتحقيق مستقبل أكثر أمانا وعدالة لها ولعائلتها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-09-2024 10:16 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |