حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3650

المقاومة والاحتلال الصهيوني

المقاومة والاحتلال الصهيوني

المقاومة والاحتلال الصهيوني

09-09-2024 10:17 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نادية سعدالدين
لم يكن ثمة فصم علائقي بين مسار الصراع العربي-الصهيوني الممتد منذ ما قبل 1948 حتى اليوم، وبين المقاومة باعتبارها حركة تحرر وطني ورد فعل طبيعي يُجابه أقانيم المحتل الاستيطانية الإحلالية التوسعية، بشتى الأساليب النضالية، منذ أن وطأت أقدامه المُستعمِرة أرض فلسطين.

ومع أن القانون الدولي والأعراف الإنسانية أكدا حق الشعوب المُحتَلة، بل واجبها، في مقاومة المحتلين؛ إلا أن المحاولات، وهي صهيونية بالأساس، لا تنفك عن التشكيك بجدوى المقاومة والتقليل من قدرتها على التأثير في معادلة الصراع العربي-الصهيوني.
ويلاحظ بروز نمط التشكيك من كثيرين، بمن فيهم بعض أعضاء النخب السياسية والثقافية الفلسطينية والعربية، مع كل تجدد انبعاثة للنضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال، عبر طرح تساؤلات "ضبابية" حول أفق المقاومة وكنه مغزاها وماهية أغراضها؛ عما إذا كانت سبيلاً للتحرر أم أداة ضاغطة لتحسين الموقف التفاوضي أم وسيلة بديلة عن مفاوضات لم تعد موجودة أصلاً.
وهم بذلك يرددون (سواء عن قصد أو من دونه) الخطاب الصهيوني نفسه، الذي ينادي بالاستكانة والرضوخ والارتهان لخيار مفاوضات ثبت فشله منذ انطلاقه قبل زهاء الثلاثين عاماً، وينكره الاحتلال ذاته، لأن السلام يتناقض كلياً مع ركائز المشروع الصهيوني.
كما أنهم يقدمون "الهبات" المجانية للاحتلال عند المطالبة بعدم عسكرة المقاومة أو نزع سلاحها أو حصرها بـ"السلمية" فقط، بل وتحميلها مسؤولية إخفاق التسوية السلمية وتبعات عدوان الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وهذا الأمر نراه يتكرر مع الجدال الدائر اليوم حول المقاومة في ذروة حرب الإبادة الجماعية الصهيونية ضد قطاع غزة، وتصاعد بطش الاحتلال وعنف مستوطنيه في الضفة الغربية، وهي حرب صهيونية مفتوحة على الشعب الفلسطيني، بما تحمله من أهداف التهجير والضم.
إن المقاومة حركة تلقائية في المسار التاريخي، تبدأ ببداية المشروع الاستعماري، وكرد فعل طبيعي لجوهر القهر والعدوان والتنكيل الذي يقوم عليه هذا المشروع، وتستمر حتى تحقيق التحرر والاستقلال، فهي لا تنتهي إلا بتحقق الغاية السياسية المرجوة منها، وقد تُغير أساليبها وأدوات نضالها، ولكنها تكون آخذة بالتصاعد من حيث نمط الوتيرة والانتشار الجغرافي.
إن استمرارية المقاومة تأتي كنتيجة لرفض الظلم والعدوان ولوجود أسباب على الأرض تتجسد بالاحتلال، وما دامت الأسباب قائمة فإن النتيجة ستظل شاخصة وقائمة.
ولولا المقاومة الفلسطينية، لما تحقق فشل المشروع الصهيوني بأهدافه الاستيطانية الاستعمارية، ومنع تحول الحالة الكولونيالية إلى حالة طبيعية، ولما أمكن المحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية، وإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة لليوم، وجعل عنوان تحرير فلسطين قائماً، وإضفاء حالة تعبوية داخل صفوف الأمة، مما جعل القضية حية في الوجدان الفلسطيني وفي الوجدانين العربي والإسلامي، إضافة إلى تأثيرها على المستوى الدولي.
إن المحتل الصهيوني لا يندحر من أرض فلسطين، أو يُجبر على الانسحاب منها، إلا بالمقاومة، لا سيما المسلحة، وليس بالمفاوضات. وهذا لا يعني خطأ المسار التفاوضي، الذي له شروطه ومقومات قوته وقبوله المجتمعي، وهي غائبة عن الحالة الفلسطينية، كما أنه لغة لا يفهمها الساسة الصهاينة.








طباعة
  • المشاهدات: 3650
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-09-2024 10:17 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم