12-09-2024 10:48 AM
سرايا - مع تعرض اليسار الأردني إلى خسارة كبيرة على صعيد القوائم الحزبية في الانتخابات، يعزو مراقبون ذلك إلى إخفاق بعض هذه الأحزاب في تشكيل قوائم موحدة في ما بينها، فيما آثرت أخرى الانفراد بقائمتها الخاصة، الأمر الذي بدد أصواتها الانتخابية على أكثر من جهة، وأجهض فرصتها في الوصول إلى البرلمان.
ولوحظ فشل أبرز وأقدم الأحزاب اليسارية والديمقراطية في إيصال أيّ من مترشحي قوائمها الحزبية إلى مجلس النواب، وسط تركيبة جديدة للمجلس المقبل ربما يسيطر عليه حزب جبهة العمل الإسلامي.
وكان "ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية" شارك في الانتخابات من خلال قائمة "النهوض"، التي ضمت أحزاب البعث العربي الاشتراكي، والشعب الديمقراطي الأردني(حشد)، والإصلاح والتجديد (حصاد)، فيما شارك الحزب الشيوعي بقائمة منفصلة حملت اسم "طريقنا" ولم يفز بأي مقعد أيضًا.
بدوره، خسر "التيار الديمقراطي" الذي يتكون من تحالف حزبي (الديمقراطي الاجتماعي، المدني الديمقراطي) في الانتخابات على صعيد القوائم الحزبية، ولم يحصد على أي مقعد.
وحول أسباب هذا الإخفاق، يؤكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني عمر عواد، أن الحزب "راض" عن النتيجة التي حصلت عليها قائمته "طريقنا"، مشيرا إلى أن الحزب خاض الانتخابات منفردًا ومجبرًا نتيجة عدم رغبة الأحزاب اليسارية والديمقراطية بخوض تحالف مشترك.
وأردف عواد ": "كنا نسعى إلى بناء جبهة ديمقراطية وطنية من 6 أحزاب هي: الشيوعي، البعث العربي الاشتراكي، الشعب الديمقراطي الأردني (حشد) الإصلاح والتجديد (حصاد)، الديمقراطي الاجتماعي، المدني الديمقراطي"، إضافة إلى التحالف مع أعضاء حزب الوحدة الشعبية.
وأنحى باللائمة على الأحزاب التي عطلت بناء هذه الجبهة، بسبب "سوء تقدير من بعض قياداتها"، معتبرًا أن البعض أيضًا بالغ في قوته الذاتية، وقرر خوض الانتخابات منفردا.
وبين أن هذا الخلاف نتج عنه خوض اليسار الانتخابات في قوائم متفرقة بدل أن تكون قائمة موحدة يحشد للتصويت لها، مبينا أن الأصوات ضاعت بين هذه القوائم.
ولفت إلى أسباب أخرى، منها عدم إدخال العمل الحزبي للجامعات، وبالتالي فقدان أصوات الشبان الذين يحق لهم التصويت لأول مرة في هذه الانتخابات والذين يزيد عددهم على 500 ألف، إلى جانب أنها أحزاب أيدولوجية تعتمد على فكرها وخطابها لا المال.
وحول الدرس المستفاد من هذه النتيجة، أجاب: "هذه النتائج ستكون ملزمة لهذه الأحزاب في المستقبل، لأنها أظهرت أوزانها السياسية الحقيقية إن عملت منفردة".
من جهته، يقول المحلل السياسي عامر السبايلة إن اليسار الأردني غير قادر على جلب كتلة تصويتية مثل الإسلاميين الذين يعتمدون على مجتمع أساسه الثقافة الإسلامية.
وأشار السبايلة إلى أن اليسار الأردني مفتت، منذ أن كان "مُجَرَّما" لسنوات طويلة، متسائلا بشأنه: "هل الهدف هو الإيدولوجيا أم التفصيلات داخل اليسار نفسه؟".
وبين أن "اليسار، حديثا، كان أقرب إلى التحالف مع السلطة من وجوده في خانة المعارضة، فيما ذهب الصوت الغاضب الذي كان يريد معاقبة الحكومة، إلى الإخوان المسلمين".
وأضاف أنه كان للعدوان الإسرائيلي على غزة، وما حدث خلال الأشهر الماضية، نصيب في رفع شعبية الإخوان المسلمين في الأردن، وهو الشيء الذي استغله حزب جبهة العمل الإسلامي لصالحه في بناء كتلته التصويتية.
وتوقع أن يعيد اليسار الأردني ترتيب نفسه بعد الهزيمة في الانتخابات، مشيرًا إلى أن عليه أن يزيد حضوره في الداخل، وأن يبحث عن تحالفات جديدة تمكنه من الصمود مستقبلا.
من جانبه، يرى المحلل السياسي منذر الحوارات، أن ما حدث هو أمر إيجابي في الحياة السياسية الأردنية باتجاه الانفتاح على جميع القوى السياسية، حيث تبددت المخاوف لدى هذه القوى بشأن العمل العام.
وقال الحوارات إن المرحلة التي يعيشها الأردن بسبب العدوان على غزة والأوضاع في فلسطين بشكل عام هي التي حكمت النتائج التي عشناها.
وأضاف أن "خطاب التيار الإسلامي تماشى مع هذه الحالة، وأصبح يعبر عما يحتاجه الناس، وبالتالي انعكس ذلك على النتائج التي تفوق فيها الإسلاميون".
ولفت إلى أن خطابي الوسط واليسار تفرعا إلى قسمين: الأول اتكأ على الدولة للوصول إلى البرلمان، أما الثاني فكان خطابا تحليليا إستراتيجيا.
وأردف أن الخطاب التحليلي ( في إشارة إلى "اليسار") لا يمكن أن يسمعه الناس، فهو أقرب إلى التنظير السياسي والخطاب من أعلى.
واستطرد: "رغم خبرته، إلا أن اليسار يفتقر إلى الماكينة الانتخابية التي يملكها حزب جبهة العمل الإسلامي التي تتفوق أيضًا على أي حزب حتى إنها وصلت إلى داخل الأحياء الصغيرة لاستقطاب الناخبين".
وزاد: "يفترض أن تراجع جميع الأحزاب الخاسرة نفسها بعد الانتخابات، فالنصر له مبرر واحد، والهزيمة لها ألف مبرر، وعليها أن تعترف بالهزيمة".
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-09-2024 10:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |