16-09-2024 03:51 PM
بقلم : احمد عبد المعين البرماوي
شهد قطاع السيارات الكهربائية في الأردن تطورات عديدة خلال السنوات الأخيرة، وسط ازدياد الطلب على هذا النوع من المركبات باعتبارها خيارًا صديقًا للبيئة وموفرًا للطاقة، وهو ما يمثل خطوة إيجابية في مواجهة تحديات التلوث ومشكلات فاتورة الطاقة. ومع ذلك، يبدو أن هناك توجهات حكومية قد تثير تساؤلات حول نواياها تجاه هذا القطاع.
فرض مواصفات معينة قبل الاستيراد
أحد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً هو فرض مواصفات معينة على السيارات الكهربائية قبل استيرادها. تهدف هذه الخطوة – بحسب التفسيرات الرسمية – إلى تنظيم السوق وضمان استيراد سيارات ذات كفاءة وجودة عالية، بما يضمن استدامة هذا القطاع. ولكن من منظور آخر، يرى البعض أن هذه الشروط تضع عقبات إضافية أمام المستوردين، مما قد يؤدي إلى تقليل عدد السيارات الكهربائية المتاحة في السوق الأردني.
رفع قيمة الضريبة بشكل كبير ومفاجئ
وفي خطوة أخرى مفاجئة، تم رفع قيمة الضرائب على السيارات الكهربائية بشكل ملحوظ، ما أثار موجة من الاستياء بين المستخدمين والمستوردين على حد سواء. هذا القرار يعتبره البعض جزءًا من سياسة تقنين عدد السيارات الكهربائية في البلاد، خصوصاً في ظل ارتفاع أعداد السيارات الكهربائية المستوردة في السنوات الأخيرة.
يجب على الحكومة التراجع عن القرار الأخير برفع الضريبة الجمركية على السيارات الكهربائية، حيث أن هذا القرار سيؤثر سلباً على قدرة المواطنين على شراء السيارات الكهربائية، ويقلل من الفوائد البيئية والاقتصادية التي يمكن تحقيقها من خلال انتشار هذه المركبات.
هل تريد الحكومة تقنين عدد السيارات الكهربائية في الأردن؟ ولماذا؟
هناك تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت الحكومة تسعى فعلاً لتقنين عدد السيارات الكهربائية في الأردن. من منظور اقتصادي، قد يكون الهدف هو تحقيق توازن بين تشجيع استخدام الطاقة النظيفة والحفاظ على دخل الخزينة من قطاع النقل التقليدي. فالسيارات الكهربائية، رغم فوائدها البيئية، قد تؤثر على عائدات الحكومة من الضرائب المفروضة على النفط المستورد من دول الجوار وصيانة البنية التحتية للطاقة التقليدية.
السيارات الكهربائية: صديقة للبيئة وموفرة للطاقة
من المعروف أن السيارات الكهربائية تعتبر خيارًا صديقًا للبيئة، حيث تقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتساهم في تحسين جودة الهواء في المدن الكبرى. إضافة إلى ذلك، فإن السيارات الكهربائية توفر فاتورة الطاقة، وهو ما يعتبر أحد التحديات الكبيرة التي تواجه ميزانية الحكومة سنويًا بسبب الاعتماد الكبير على استيراد النفط من دول الجوار.
ومع ذلك، يظل السؤال قائماً: هل يمكن للحكومة الموازنة بين مصالحها المالية قصيرة الأجل وبين الفوائد البيئية والاقتصادية طويلة الأجل التي توفرها السيارات الكهربائية؟
أعتقد أن هذا الملف سيكون أول الملفات الواجب مناقشتها تحت القبة بين السلطة التشريعية المنتخبة مؤخراً من جهة وبين السلطة التنفيذية المكلفة جديدا.
بقلم
احمد عبد المعين البرماوي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-09-2024 03:51 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |