17-09-2024 09:02 AM
بقلم : خولة كامل الكردي
بلا شك أن اختيار الشخص المناسب للدائرة أو المنصب المرشح لهما، هو أساس التغيير والبدء بخطوات الإصلاح المنشود، فالعديد من الأشخاص يقدمون أنفسهم باعتبارهم الأنسب للمسؤولية التي ستوكل لهم قد لا ينفذون إلا النذر اليسير منها، وفي ذات السياق على عاتق الناخب هنا أن يضع نصب عينيه مصلحة وطنه ومجتمعه وينآى بنفسه عن المصالح الشخصية الضيقة التي لا يستفيد منها أحد سواه، فإن اختار المرشح على هذه القاعدة تصبح ركيزة مهمة للتغيير الذي سيفتح باب النهضة والتقدم والتنمية المستدامة على مصراعيه.
العملية الانتخابية كانت وما تزال أفضل وسيلة لإيصال صوت الناخب، وترشيح الشخص الذي يتوسم فيه الناس قدرته على الإصلاح والتعافي والبناء في المجتمع، فالمرشح عندما يعرض برنامجه الانتخابي إنما يعد الناخب أن يقدم له ما يرجو من تغيير في دائرته ومجتمعه، ويزيح أعوام طويلة من الركود وعدم المضي قدما نحو التغييرات التي يتأملها أفراد المجتمع.
منظومة التغيير تحتاج إلى مرشح صادق مع نفسه أولا ومع جماهير الناس، فالوعود التي يقطعها أثناء حملته الانتخابية، يجب أن تكون قابلة للتنفيذ، وليس من قبيل عرض عضلات وعودية آنية، وخطابات رنانة ينتشي بها الناخب، وإذا ما تولى المقعد المرشح له واختاره الناس، قد ينقض وعوده كلها إما بسبب فقدان المصداقية في عرض برنامجه الانتخابي وتجاهله، فيعلي سقف وعوده الانتخابية، ويعلي الناخب سقف توقعاته وآماله فيتحمس لإعطاء صوته له، وقد يكون السبب خارجاً عن إرادته فيصدم بعقبات كثيرة على أرض الواقع أكبر من توقعاته، فلا يستطيع إجراء أي تغيير يذكر فيبقى الوضع على ما هو عليه، فلا يتمكن من تفعيل الصلاحيات الممنوحة له وفق منصبه، لإجراء إصلاح عبر مساءلات واستجوابات وتقديم معلومات مهمة لإثبات صحة رأيه، لأنها فوق قدرته وخارج طاقته، فيفقد الزخم الذي حصل عليه في بداية عرض برنامجه الانتخابي، وتتراجع ثقة أهل منطقته أو دائرته به، فيغدو ساكنا في منصبه ليس له دور فعال لتقديم إنجازات يعتد بها، فيشعر الناخب بالإحباط وربما في الانتخابات القادمة لن يعطيه صوته مجددا.
لن يحصل التغيير إلا إذا كانت لدى المرشح الإرادة الكافية والمصداقية المطلوبة لإنجاز وعوده الانتخابية، والذي بنى عليها الناخبون آمالا عريضة والإحساس العيني بأفعال لا بأقوال، فكم من مرشح لم يحمل أمانة مسؤولية صوت الناخب بحقها، فسقط وسقط معه كل برنامجه الانتخابي غير الواقعي ولم يرشح نفسه مرة أخرى، وكم من مرشح حمل على عاتقه مسؤولية صوت الناخب، بكل أمانة وصدق وخدم أهالي دائرته بكل إخلاص وتفان، لم يأل جهداً لتقديم المساعدة لمحتاجيها، ووفيا بكل ما تعنيه الكلمة لوعوده الانتخابية، واستحق أن ينتخبه الناس أكثر من مرة.
نتطلع إلى تعاون وثيق ومسؤول بين البرلمان والحكومة، والنأي أن يصبح برلمان الشعب مسرحا للنزاع والخلاف، إنما التوافق المتين للنهوض بجناحي الوطن مجلس النواب بشقيه والحكومة، لما فيه صالح الوطن والمواطن.
ومع انتهاء العملية الانتخابية والتي تمت بكل نزاهة وشفافية وانسيابية وسلاسة، وما نتج عنها إنما يعبر عن إرادة الشعب الأردني، نرجو من الله أن تكون فاتحة خير على وطننا وشعبنا، بإصلاحات شاملة وعميقة على دعائم سليمة، يلمسها المواطن العادي في كافة مجالات الحياة، ولا بأس أن تكون الإصلاحات خطوة بخطوة، المهم المصداقية في تنفيذ البرامج الانتخابية لنواب الأمة، فالمواطن بحاجة ماسة إلى صوت حقيقي يمثله في البرلمان بشكل فعلي لا صوري... والله ولي التوفيق.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-09-2024 09:02 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |