17-09-2024 09:10 AM
بقلم : سهير بشناق
في مرحلة الطفولة ونحن نتعلم اولى ابجديات الحياة.. نتعلم معنى «الخوف» من الآخر فالخوف الذي يزرعه الآخرون بقلوبنا في مرحلة ما يعتبرونه مساحة من الامن النفسي والجسدي التي ترافقنا طيلة مراحل حياتنا دون ان ندرك ماهيتها وكيف يمكنها ان تحول بينا وبين كل من يمر بايامنا من جديد.
مشاعر الخوف من الآخرين وكل المحاولات التي نحاول بها ان نحمي قلوبنا من التعب وتجنب الوجع تجعلنا نخوض تجارب فارغة من الثقة تتعب ايامنا مع كل من نحب.
غياب الثقة بالقلوب يجعلنا ننتظر دوما النهايات قبل البدايات.. تجعلنا نمنح انصاف القلوب وانصاف العطاءات وانصاف الحب فنحيا علاقات لا تكتمل ابدا بالخوف.
نخوض تجارب ونحن باعماقنا قرارات مسبقة عن النهايات الموجعة كالخيانات والتخلي من قبل الآخرين دون ان نستحق ذلك فنمضي بها بانتظار الالم النفسي الذي هو اقصى توقعاتنا من كل تجربة نمر بها.
لا شيء يطفئ القلوب سوى غياب الثقة والانتظار من الآخرين الذين نحبهم الا يأتوا كمرفأ امان، كمساحة خالية من وجع الخيانات.. الا يكونوا كما حلمنا وكما نفهم نحن الحب والعطاء فيصبح غيابهم وكل ما يزرعونه بقلوبنا من ألم حصيلة لطالما انتظرناه وكانت اقصى توقعاتنا بهم ومعهم.
غياب الثقة المسبق في هذا الزمن لربما يجنبنا انكسار حلم وانتهاء شيء ما كان حقيقياً باعماقنا لاننا نصل من خلالها لحقيقة ان الحب بكل اشكاله قد تغير كثيرا وان منح الآخرين عطاءات باسم الحب تتجاوز كياننا وامننا النفسي باتت موجعة اكثر من غياب ثقة لم نتعلم منذ طفولتنا كيف نخبئها بثنايا القلب ونمنحها للآخرين دون ان ننتظر انكساراً لكل شيء فينا يجعلنا ندرك ان الثقة للقلوب وهم العمر.
تلك هي معضلة الصدق الحقيقي الا نثق بالآخر فتكون تلك العلاقات بادنى وجودها وصدقها او ان نمنح الثقة النابعة من صدق المشاعر لكل من نحب فتعلو توقعاتنا باستمرار تلك العلاقات دون وجع او تخلي او خيانات لنحصد في نهاية المطاف قلوب قاسية تألمت فتغيرت وباتت الثقة لها فصل برواية لم نعد نذكر احداثه لاننا لم نكمل الرواية أبداً.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-09-2024 09:10 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |