18-09-2024 08:21 AM
سرايا - أثارت عملية تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) بعناصر من حزب الله اللبناني، علامات استفهام عديدة، حول دخول كيان الاحتلال الصهيوني في حربه العدوانية على قطاع غزة مرحلة جديدة، باستهداف جبهة مساندة لغزة على هذا النحو، ناهيك عن أن هذه العملية، ربما تخفف من ضغوطات أهالي أسرى الكيان على رئيس وزرائه المتطرف بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لاستبدال وزير دفاعه يوآف غالانت، المعروف بمعارضته له، برئيس حزب اليمين الوطني جدعون ساعر الذي يتبنى مواقفه.
هذه العملية، خلفت مئات المصابين وعددا من الجرحى من عناصر حزب الله، وهو ما اعتبره الخبير بالشؤون الأمنية العميد المتقاعد عمر الرداد، "مقدمة للحرب على لبنان"، لكن خبير الدراسات الدفاعية اللواء المتقاعد د. مأمون أبو نوار رأى "أنها عبارة عن رسالة من الكيان للحزب، تدلل على قوته الاستخباراتية، وقدراته على الوصول إلى أي مصدر نيران يستهدفه".
وعن طبيعة هذه العملية، بين أبو نوار أنه "يجب تشخيص هذه العملية، فالأكثر احتمالا أن هناك خرقا استثنائيا من الكيان للحزب، رد به على تصعيد الحزب في شمال فلسطين المحتلة"، معتبرا أن "ما حدث خرق مرعب".
وأضاف أبو نوار أنه من المرجح أن يكون هذا الفعل هو نوع من الضرب الإلكتروني أو السيبراني، وربما أيضا يوجد متفجرات في أجهزة البيجر، إن هذا الاختراق التفجيري للأجهزة الاتصالية، مرده وجود بطارية ليثيوم فيه، وقد يكون جرى بالتنسيق مع الشركة الموردة لهذه الأجهزة، برغم أن الشركة إيرانية، وهذا قد يكون مستبعدا نسبيا، كذلك فقد ضرب الكيان عامود إرسال في لبنان، اخترقه بموجات كهربائية عالية.
وقال إن "هذه العملية لن تكون انطلاقة لحرب صهيونية على لبنان، بخاصة وان الكيان غير جاهز لعمل عسكري بري في جنوب لبنان، فحزب الله سيستخدم صواريخه وهي ستكون فاعلة ومؤثرة، لقرب المسافة مع المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة، وقد يقدم على ضربات أكثر تأثيرا، وفي الوقت نفسه لم يستبعد أبو نوار دخول الكيان في حرب برية محدودة جدا، تحت ضغط قوة حزب الله الردعية بمنظوماتها الدفاعية الإيرانية وبأنفاقه المعقدة وشبكة اتصالاته البديلة، إلى جانب توقع دخول الجماعات المدعومة من إيران، قد تدخل حربا لمواجهة الكيان، وهذا لن تسمح به الولايات المتحدة الأميركية، لأنها لا تريد حربا إقليمية، ولا توسعة الحرب الدائرة في القطاع.
واعتبر أبو نوار، أن هذه العملية تخفف ضغط الرأي العام الصهيوني على نتنياهو، وهي تعتبر العملية نصرا معنويا، يماثل عملية اغتيال قائد الجناح السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، وقيادات في حزب الله، لكن هذا كله لم يمنح نتنياهو أي فرصة لإنهاء ملف الأسرى عند حماس أو تحقيق أي من أهدافه العسكرية.
واعتبر الخبير الأمني والعميد المتقاعد د. عمر الرداد، أن عملية البيجر أمنية بامتياز، وهي تدخل في حقل أمن الاتصالات، وتعد شكلا جديدا من الحرب الاستخباراتية، وتدلل بعمق على اختراق أمني واسع لشبكة اتصالات حزب الله، بخاصة وأن هذه العملية ليست مجرد اختراق تكنولوجي، بل قد يكون هناك اختراق أمني بشري، مكن الكيان من تحديد أهدافه، بعد حصوله على معلومات دقيقة بشأن ذلك.
ويعتقد الرداد، بأن من أبرز دلالات هذا التطور، بعث برسالة من الكيان لحزب الله وبقية الأطراف في المنطقة، بأن الاحتلال ما يزال يتمتع بقوة أجهزته الاستخباراتية.
غير أن الأهم في هذه العملية، أنها تأتي في ظل تصعيد للكيان، وارتفاع وتيرة الاستعداد لعملية عسكرية قد يشنها على الجنوب اللبناني، مشيرا إلى أن الأجهزة المستهدفة لعناصر حزب الله خاصة ولا تتصل بشبكات الاتصالات المعهودة في لبنان.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-09-2024 08:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |