21-09-2024 08:16 AM
سرايا - بينما نعتقد أن أنظمة القيادة الآلية تمثل قفزة نحو مستقبل أكثر أماناً على الطرق، كشفت دراستان حديثتان من معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) أن هذه الأنظمة قد تكون في الواقع سبباً في زيادة تشتت السائقين، بدلاً من تحسين تركيزهم.
الأنظمة الشهيرة مثل "Pilot Assist" من فولفو و"Autopilot" من تيسلا تُعَدّ من بين أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا السيارات، لكن يبدو أن اعتماد السائقين عليها بدأ يُظهر نتائج غير متوقعة.
السائقون يتجاهلون الطريق.. وينشغلون بأنفسهم
أظهرت الدراسة الأولى، التي أجريت على 29 متطوعاً قادوا سيارات فولفو S90 مزودة بنظام "Pilot Assist" على مدار ثلاث سنوات، أن السائقين بدأوا يتعاملون مع النظام كأداة للتحايل على متطلبات الانتباه، وليس كمساعد للقيادة الآمنة. ومع تطور نظام القيادة عبر عدة مراحل، من تحكم أساسي في المسار إلى إضافة تنبيهات تذكير بالسلوك الصحيح، ازداد اعتماد السائقين على النظام وزاد معه تشتتهم.
المشاركون في الدراسة أصبحوا أكثر انشغالاً بأنشطة جانبية خطيرة أثناء تشغيل النظام، مثل تناول الطعام، الاهتمام بالمظهر الشخصي، واستخدام الهواتف الذكية. الأسوأ من ذلك أن هؤلاء السائقين لم يكونوا فقط أقل تركيزاً على الطريق، بل انخرطوا في هذه الأنشطة "أكثر من 30% من الوقت" خلال استخدام النظام. ومع مرور الوقت، تفاقمت المشكلة حيث أصبحوا أكثر راحة مع النظام وزاد اعتمادهم عليه، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في سلوكيات التشتت.
التكنولوجيا ليست حلاً سحرياً: تيسلا "Autopilot" يكشف العيوب
الدراسة الثانية، التي أجراها فريق مختلف من الباحثين، ركزت على تجربة 14 سائقاً غير متمرسين في استخدام نظام "Autopilot" من تيسلا أو أنظمة مشابهة. في هذه التجربة، قاد السائقون سيارة تيسلا موديل 3 لعام 2020 لمسافة تزيد عن 12,000 ميل، وخلال هذه الفترة تم تسجيل أكثر من 3,800 تحذير مرتبط بالانتباه. وبالرغم من أن معظم التحذيرات كانت تقتصر على تنبيهات أولية، إلا أن بعضها تصاعد إلى حالات قفل كامل للنظام ومنع السائق من الاستمرار في القيادة.
لكن الأمر الأكثر خطورة هو أن الدراسة أظهرت أن السائقين أصبحوا أكثر قدرة على التحايل على النظام بمرور الوقت. فقد تعلموا كيفية استغلال نقاط ضعف النظام، مثل ترك عجلة القيادة لفترات قصيرة بمجرد انتهاء التنبيهات، مما يشير إلى أنهم أصبحوا "يعملون حول" المستشعرات التي صُممت لضمان انتباههم.
النتائج تكشف الخطر: ما المطلوب لتفادي الكارثة؟
الدكتورة ألكسندرا مولر، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أكدت أن التنبيهات المتعددة والمتصاعدة كانت فعالة في تغيير سلوك السائقين، ولكنها أشارت إلى أن هذه التغييرات لا تكفي لضمان قيادة أكثر أماناً. وقالت مولر: "هذه النتائج تُظهر أن تذكيرات الانتباه المتكررة تنجح في تعديل سلوك السائقين، لكن التحدي الأكبر هو التأكد من أن هذه التعديلات تترجم إلى قيادة أكثر انتباهاً على المدى الطويل".
ماذا يعني هذا للشرق الأوسط؟
مع تزايد انتشار تكنولوجيا القيادة الآلية في الشرق الأوسط، يتعين على السائقين والمشرعين على حد سواء أن يكونوا على دراية بمخاطر الاعتماد الزائد على هذه الأنظمة. فبينما تقدم التكنولوجيا وعوداً بمستقبل أكثر أماناً على الطرق، تُظهر هذه الدراسات أن السائقين لا يزالون العنصر الأهم في معادلة السلامة، وأن التقنية وحدها ليست كافية لضمان التركيز الكامل على الطريق.
بات من الضروري التفكير في تعزيز الحواجز التكنولوجية والسياسات المحلية التي تحافظ على انتباه السائقين وتحد من احتمالية التشتت، خاصة مع اعتماد المزيد من السائقين على أنظمة القيادة المساعدة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-09-2024 08:16 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |