22-09-2024 08:41 AM
سرايا - شهدت السنوات الأخيرة العديد من التطورات الإيجابية في العلاقات القطرية الكندية، حيث تم توقيع اتفاقيات عديدة في مجالات الطاقة المتجددة، التجارة، والتعليم.
وشاركت كندا أيضاً في عدد من المبادرات التعليمية والثقافية داخل قطر، وبدأت الدولتان بتعزيز شراكاتهما في مجالات أخرى مثل التكنولوجيا والبحث العلمي.
وتشكل زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى كندا، في 17 سبتمبر الجاري، والتي تعتبر الأولى من نوعها، حدثاً بارزاً في مسار العلاقات بين البلدين.
الأولى من نوعها
وتأتي زيارة أمير قطر لكندا بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي شهدت نمواً تدريجياً مع مرور الوقت بفضل التبادل الثقافي والتعاون الاقتصادي.
وخلال الزيارة بحث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الخطوات اللازمة للارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إضافةً إلى التطورات والأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ومناقشة الجهود الإنسانية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية الروسية.
وترى الأوساط السياسية -حسبما ذكرت صحيفة "العرب" القطرية- أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات القطرية مع كندا، الدولة التي تكتسب دوراً متزايداً على الساحة الدولية والتي من المقرر أن ترأس مجموعة السبع (G7) العام المقبل.
كما جرى خلالها توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الإنمائي، تمهيداً لتعزيز الجهود المشتركة في تقديم المعونة الخارجية، والحد من الفقر، وتمكين الفئات المهمشة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وأعلنت دولة قطر، من خلال مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، وكندا عبر وزارة الشؤون الدولية الكندية، التزاماً مشتركاً بقيمة 95 مليون دولار أمريكي لدعم الشباب.
وفي مجال التعاون التعليمي والصحي، تم تمديد اتفاقية خدمات التعاون للحصول على اعتماد الكلية الملكية للأطباء والجراحين الكندية لبرنامج التدريب الطبي للدراسات العليا بمؤسسة سدرة للطب.
وتبرز هذه الزيارة العلاقات المتنامية بين دولة قطر وكندا، والتي تم تعزيزها من خلال المناقشات حول التحديات العالمية المشتركة.
كما أعرب الجانبان عن التزامهما المشترك بدعم السلام والاستقرار، مع الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة قطر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما أثنت عليه كندا.
وسيتعاون البلدان في تقديم الدعم النفسي للجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم إلى قطر، ضمن مبادرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لعلاج 1500 فلسطيني من قطاع غزة.
كما أشاد ترودو بالجهود الإنسانية لدولة قطر، ومن ذلك نجاحها في لم شمل الأطفال الأوكرانيين مع أسرهم، مما يجسد التزام الدوحة بحل النزاعات بالطرق السلمية.
تقرير خاص
قطر تشدد على اتخاذ الإجراءات الدولية في مجال الأمان النووياقرأ أيضاً
قطر تطالب بضمان "الأمان النووي".. ماذا ينتظر المنطقة؟
صداقة متينة
ومنذ عام 1974 وعلى مدار خمسة عقود، شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً في بناء الثقة وتعزيز التعاون المتبادل في مختلف المجالات.
وشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث بلغ قرابة 372.3 مليون دولار عام 2023، مقابل 170 مليون دولار في عام 2021.
وتشكل صادرات كندا إلى قطر، مثل الطائرات وقطع الغيار، والآلات والمعدات الكهربائية، والمنتجات الورقية، ركناً أساسياً في تعزيز التعاون بين البلدين، فيما تشمل الواردات الوقود المعدني، والألمنيوم، والأسمدة، وتؤدي دوراً محورياً في تعزيز العلاقات التجارية الثنائية.
وفي نطاق توسيع التعاون التجاري والاستثماري، أبرمت هيئة "مركز قطر للمال"، في يونيو الماضي، مذكرة تفاهم مع المجلس التجاري الكندي العربي لتعزيز العلاقات، فيما تسعى الشركات الكندية الاستفادة من الفرص المتاحة في قطر ضمن إطار التعاون المشترك بين البلدين.
وفي إطار التعاون في قطاع الطاقة، فاز تحالف "قطر للطاقة" و"إكسون موبيل" في العام 2022، بحقوق الاستكشاف في المنطقة 8 من حوض أورفان البحري، قبالة سواحل مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور الكندية.
أما على صعيد التعاون التجاري والموارد الطبيعية، فإن كندا تتميز بتنوعها البيئي والمناخي، وتعد من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للمنتجات الزراعية على مستوى العالم، خاصة الحبوب والقمح.
كما تمتلك كندا احتياطيات ضخمة من الموارد الطبيعية مثل الأخشاب والنفط والغاز في مقاطعتي ألبرتا ونيوفاوندلاند ولابرادور، إلى جانب معادن كالحديد، والذهب، والنيكل، النحاس، والفحم، ما يتيح فرصاً كبيرة للتعاون التجاري في مجالات الطاقة، واستخراج الغاز، ومعالجة المياه، والأمن الزراعي.
أهمية الزيارة وتوقيتها
ويقول الباحث والمحلل السياسي إبراهيم دشتي، إن الزيارة تنم عن قوة العلاقة الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى أن الزيارات السابقة لرئيس الوزراء الكندي ومسؤولين كبار إلى الدوحة ساهمت في توطيد العلاقات، مضيفاً في حديثه مع
زيارة أمير قطر ركزت بالدرجة الأولى على الجانب الاقتصادي، لا سيما أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد ارتفاعاً بوتيرة عالية، حيث تعتبر قطر ثالث أكبر شريك لكندا في منطقة الخليج.
دخول قطر في حقل التنقيب عزز من التعاون الاقتصادي بين البلدين، بعد فوز "قطر للطاقة"، عام 2022، بحقوق الاستكشاف في المنطقة 8 من حوض أورفان البحري.
كندا إحدى الوجهات المهمة للطلبة الخليجيين، وقد تكون حصة قطر أقل من دول الخليج الأخرى، لكن قد تفتح زيارة أمير قطر الأخيرة المجال لتزايد إرسال الطلبة، لا سيما مع ارتفاع مستوى الجامعات الكندية.
الزيارة ركزت أيضاً على أحداث منطقة الشرق الأوسط والاعتداءات الإسرائيلية على غزة ولبنان، فضلاً عن الحرب الروسية الأوكرانية التي كانت حاضرة على طاولة الاجتماعات، إضافة إلى قضايا سياسية أخرى.
توقيت الزيارة مهم جداً، إذ يأتي في ظل ظروف إقليمية وعالمية حادة، لأن العالم اليوم في حال استمرت التوترات قد يتجه إلى حرب عالمية ثالثة، فتبادل الزيارات والأفكار في هذه المرحلة مهم جداً.
تقدم قطر في سياتها الخارجية مع مختلف دول العالم جعلها لاعباً كبيراً في قضية الوساطة، وقد نجحت في أدوار عديدة، ومن ثم يبقى التنسيق معها مهماً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-09-2024 08:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |