23-09-2024 10:51 AM
بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
((المناهج )) وما أدراك ما المناهج... إنها بمثابة العمود الفقري في تشكيل شخصية الإنسان!!!
تعتبر المناهج عنصرا أساسيا من عناصر عمليةالتعلم والتعليم وهي تشمل مجموع الخبرات، و الأنشطة التربوية المقصودة التي تقدمها المؤسسات التعليمية لإحداث النمو الشامل للطلبة:
عقليا،بدنيا،انفعاليا،إجتماعيا
بكل نواحي الحياة،وكل مراحل
الدراسة،وكذلك تعديل سلوكهم وتحقيق الأهداف المنشودة المتمثلة في إعدادهم،وتكوين شخصياتهم ليكون كل واحد فردًاصالحا،مواطناصالحا،إنسانا صالحا.
وعملية التعلم والتعليم هي بحد ذاتها عملية تفاعل ما بين المتعلم والمعلم،وسداة ولحمة هذا التفاعل هو المنهاج.
ومن الدروس المستفادة عن أهميةالمناهج في الحياةالعملية
في العصر الحديث نسوق مثلين اثنين:
*ففي الحرب العالمية الثانية، فقد تهاوت أوروبا أمام جيوش هتلر ودانت له،وبعد أن وضعت الحرب أوزارها،تساءل مسؤلو بريطانيا عن أسباب هزيمتهم أمامه مع أن لديها العدد والعتاد
فخرجوا بنتيجة أن سبب ذلك يعزى الى المناهج التي لم تعد الأفراد إعدادا جيدا.
* وفي بداية ستينيات القرن الماضي بينما كان العالم مشغولا
بمحاكمة(أدولف أيخمن)أحد
مساعدي(هتلر) في دولة الإحت
لال،بتهمةالمحرقة وقد اختطفه جهاز الموساد الإسرائيلي من الأرجنتين.
وكانت أمريكا تزعم آنذاك بأنها المتقدمة على كل دول العالم،
وإذا بالإتحاد السوفياتي يفاجئ العالم بإطلاق أول سفينة فضاء
وفيها(يوري غاغارين)أول رائد
فضائي،مما جعل أنظار العالم واهتماماته تتجه نحو هذا
الحدث العظيم وتنسى تلك المحاكمة.
وقد كان هذا الحدث بمثابة صدمة لأمريكا وجعلها تتساءل عن اسباب تخلفها في هذا
المجال،وبعد دراسات طويلة عزوا ذلك الى المناهج،حيث كانت مناهجها تعتمد الفلسفة البراغماتية،وقد دعاهم ذلك إلى
استدعاء عالم النفس(بياجيه)
الذي طوّر نظريةالتطورالمعرفي
لدى الأطفال ليعيد لهم ترتيب مناهجهم،مما أدى إلى تقدمهم في هذا المضمار،وقد أسفر عن وصولهم إلى سطح القمر.
هذان مثالان حيان عن بلدين في عصرنا الحاضر يفكران في
تقدم بلديهما وتحقيق الأفضل لشعبيهما،فقد أدركا ما للمناهج
من دور أساسي في تأطير وبناء
الأجيال.
بينما بمزيد الأسف فبعد أن خطت وزارة التربية والتعليم الأردنية خطوات متقدمة في العملية التربوية صارت نموذجا يحتذى به بين الأقطار العربية، وبدلا من أن تستفيد وتأخذعبرة
بهذين المثالين السالفين،فقد نحت منحى حاد عن الصواب مما أدى إلى ما نلمسه هذه الأيام من شعور الإحباط وعدم الرضى.
وقد اتخذت الوزارة في عهد د.عمر الرزاز قرارا بإيجاد المركز الوطني للمناهج بفترة زمنية قصيرة بديلا عن مديرية
المناهج العامة،وكانت مديرية خاصة بإعداد المناهج ومضى عليها عقود،وقد اثمرت جهودها في عملية التعلم والتعليم.
وقد كان لديها كادر من الفرق الوطنية في كافة المواد لإعداد المناهج،تأليف الكتب المدرسية
ويتم طباعتها بمطابع الجيش العربي.
كما قام معاليه بإرسال عطاء وضع المناهج وإعدادها على مؤسسة كولينز الأمريكية.
وقد أكمل المشوار د.عزمي المحافظة بالتعاون مع شركة بيرسون الإنجليزية للإشراف على امتحانات الشهادة الثانوية الأردنية.
وقد أثار ذلك تساؤلا::ماذا بقي
بعد لوزارة التربية والتعليم؟؟؟
وهاتان الخطوتان تجاهلتا ما لدى التربويين الأردنيين من خبرات وكفاءات وكفايات،كان لها باعا طويلا في بعض الدول العربية.
وبعد كل ما حدث في المديرية العامة للمناهج،فليس غريبا أن نلمس الإحتجاجات على وضع الكتب المدرسية مبتعدة عن القيم والمثل العليا لمجتمعنا العربي والإسلامي.
والأغرب من ذلك أن ينبري بعض المحسوبين على قطاع التربية والتعليم فيكيل مدحا لما يُقدَّم من مناهج حادت عن فلسفة التربية والتعليم عامة وعن فلسفة كل مادة دراسية.
وخير ما نستشهد به في مجال
المناهج قوله سبحانه وتعالى::
(لكل جعلنامنكم شرعةومنهاجا)
اي لكل قوم منكم جعلنا طريقا إلى الحق والحقيقة يؤمهما و سبيلا واضحا يعمل به.
وقال رسولنا الكريم:
(يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
فالمولود خلقه الله تعالى في أحسن تقويم(الوراثة)يأتي بعد ذلك دور البيئة بكل مكوناتها فتكسبه السلوك فتكتمل ملامح
شخصيته.
د.عبدالكريم الشطناوي.
]
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-09-2024 10:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |