حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1348

صناعة الجهل

صناعة الجهل

صناعة الجهل

24-09-2024 04:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أنس معابرة
بدأت مصائب المناهج الجديدة تتوالى عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي أتت من قيام المركز الوطني لتطوير المناهج بتعديل بعض المناهج وتغيير محتواها بحجة التطوير والتحديث.

من حيث المبدأ؛ فالإجراء سليم، نعم؛ المناهج بحاجة إلى تعديل وتحديث بشكل دوري لتتماشى مع التقدم في العلوم والتكنولوجيا والمستجدات العلمية على الساحة الدولية.

ولكن الغريب هو أن تلك التعديلات قد تعمقت، وكانت على أسس واضحة، بحيث تهدف إلى هدم ثقافة الطالب العربية والإسلامية، ومحاولة إضعاف اللغة العربية بإدخال العديد من النصوص باللغة العامية.

في حين كنا ندرس أناشيد عن القدس وفلسطين والأردن وعمّان والحضارات العربية والاسلامية، وقصائد الشعراء الكبار؛ يدرس الطلاب اليوم أغاني وأهازيج شعبية، وكأنهم في سهرة حفل زواج، لا في مرحلة بناء الثقافة، وصناعة مستقبلهم، ومستقبل الوطن والأمة.

إن الطريق الذي نسير به واضح، وإذا أردت أن تستشرف المستقبل؛ فقد شاهد الدول التي أعلنت منهج العلمانية في المناهج – كتركيا ودول المغرب العربي -، وشاهد مستوى شعوبها الثقافي. لا تستغرب من مقاطع الفيديو التي يعجز فيها الشباب عن التعرف على واحدة من أركان الإسلام أو الايمان، أو أن يعرف أصغر سورة في القرآن الكريم، أو حتى أن يتعرف على أسم النبي من ثلاث مقاطع، أو حتى أسم أمه أو أبيه.

يمكن تسمية السياسة التي يتبناها المركز الوطني لتعديل المناهج اليوم ب “صناعة الجهل"، حيث ستنتج لنا هذه المناهج جيلاً قادراً على الحساب واستعمال الحاسوب، وعارف بالعلوم والفيزياء والأحياء – مع أنني أشك في ذلك -، ولكن خاوٍ من الثقافة والمبادئ والمعلومات المعلومة من دينه بالضرورة.

لقد تم حذف كل ما يشير إلى أصول الدعوة الإسلامية، وأكثر من نصف سيرة الصحابة رضوان الله عليهم، وأكاد أجزم بأنك لن ترَ في المناهج الجديدة كلمة واحدة عن قتال الأعداء، أو الجهاد، أو حتى الشهادة والاستشهاد، لماذا؟ لأن ذلك لا يتماشى مع سياسة الخنوع التي تفرضها الدول الكبرى علينا، ويخدم دولة الاحتلال التي بدأت مشروعها في الاحتلال الثقافي لعقول أبنائنا منذ زمن طويل.

هذا نداء إلى أولياء الأمور والمربين، الحريصون على مصلحة الأمة، لا تتخلوا عن واجبكم في تثقيف أبنائنا، ولا تتناسوا دوركم في صناعة الأبطال من أمتنا. حتى لو كانت المناهج بعكس ما نريد ومفروضة علينا، ولكن بإمكاننا تمرير المعلومات الهامة بين السطور.

يا أولياء الأمور، إياكم والتخلي عن تعليم أبناءكم ما هو معلوم من الدين بالضرورة، احكوا لهم قصص الأنبياء وبطولات الصحابة، علموهم كيف كان سلوك النبي بين أهله وأصحابه واجعلوا منه عليه الصلاة والسلام قدوتهم، ودرسوهم سور القرآن والأحاديث النبوية الشريفة.








طباعة
  • المشاهدات: 1348
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-09-2024 04:27 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم