حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1822

الملك عبد الله الثاني: صوت العدالة في المحافل الدولية وحامل لواء فلسطين والعروبة

الملك عبد الله الثاني: صوت العدالة في المحافل الدولية وحامل لواء فلسطين والعروبة

الملك عبد الله الثاني: صوت العدالة في المحافل الدولية وحامل لواء فلسطين والعروبة

25-09-2024 03:22 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حاتم القرعان
في خطابه الأخير أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أثبت جلالة الملك عبد الله الثاني مرة أخرى مكانته كقائد عظيم وزعيم عالمي يحمل هموم الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كان الخطاب الذي ألقاه جلالته شهادة على قدراته القيادية والدبلوماسية، التي تجعله يتصدر المنصات الدولية بجرأة وثقة، مدافعًا عن حقوق الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال والقمع.

منذ بداية خطابه، توجه جلالة الملك إلى المجتمع الدولي بنبرة صريحة وحازمة، مؤكدًا أن الأردن لن يتخلى أبدًا عن موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية. وأكد بوضوح أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع الطويل الأمد، وهو الحل الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كان الملك في خطابه يوجه رسالة واضحة إلى العالم: أن الأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحققا ما لم يتم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

حمل جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابه هم القدس، المدينة التي تحتل مكانة خاصة في قلوب العرب والمسلمين. شدد على أن القدس ليست مجرد عاصمة لفلسطين، بل هي رمز ديني وتاريخي للعالمين العربي والإسلامي. وبهذا الخطاب القوي، أعاد جلالته التأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهي وصاية تاريخية ودينية تحمل معاني عميقة للدفاع عن هذه المدينة المقدسة وحمايتها من التهديدات والانتهاكات المستمرة.

وفي تعبيره عن هموم الأمة الإسلامية والعربية، لم يغفل جلالة الملك التحديات الدولية الأوسع نطاقًا. فقد أشار إلى تراجع الثقة في المؤسسات الدولية، معتبرًا أن هذا التراجع يعكس أزمة كبيرة في النظام العالمي الحالي. دعا جلالته إلى ضرورة إصلاح هذه المؤسسات لكي تكون أكثر عدالة وفعالية في التعامل مع الأزمات الدولية، سواء كانت سياسية أو إنسانية. كان خطابه بمثابة دعوة لإعادة ترتيب البيت الأممي، وضمان تحقيق العدالة الدولية لجميع الشعوب، وخاصة تلك التي تعاني من الحروب والاحتلال.

واستمرارًا لرؤيته الشمولية، تناول جلالة الملك في خطابه قضايا أخرى تمس الإنسانية بأسرها. تحدث عن التحديات التي تواجه البشرية مثل الفقر والتغير المناخي والصراعات المسلحة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار العالميين. لم يكن خطابه مجرد سرد لهذه الأزمات، بل كان دعوة للعمل المشترك من أجل تجاوز هذه التحديات وبناء مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا للبشرية جمعاء.

ما يميز جلالة الملك عبد الله الثاني في هذه المحافل الدولية هو قدرته على الدمج بين الدفاع عن حقوق الأمة العربية والإسلامية، وبين تقديم رؤى وحلول للتحديات العالمية. في هذا الخطاب، كان جلالته يتحدث ليس فقط بصفته قائدًا للأردن، بل بصفته زعيمًا أمميًا يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة، والدعوة إلى العدالة والإنصاف.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، لم يكن الخطاب مجرد دفاع عن الحقوق الفلسطينية، بل كان رسالة أمل للشعب الفلسطيني وللعالم العربي بأسره. أكد جلالته أن الأردن سيظل ملتزمًا بدعمه للشعب الفلسطيني حتى تتحقق العدالة، وأن القدس ستظل في قلب كل عربي ومسلم، ولن يتخلى الأردن عن دوره التاريخي في حماية هذه المدينة المقدسة.

إن جلالة الملك عبد الله الثاني، ومن خلال هذا الخطاب، قدم نموذجًا للقائد الذي يجمع بين الحكمة والشجاعة، والواقعية والرؤية المستقبلية. رسخ مكانته كأحد أبرز الزعماء العالميين، الذين يسعون لتحقيق السلام والعدالة ليس فقط في منطقتهم، بل في العالم بأسره. كان خطابه بمثابة رسالة للعالم بأن القيم الأخلاقية والعدالة لا تزال ممكنة، وأنه ما دام هناك زعماء مثل الملك عبد الله الثاني، فإن النضال من أجل حقوق الشعوب لن يتوقف.

في النهاية، رسّخ جلالة الملك عبد الله الثاني مكانته كزعيم عالمي يحمل هموم الأمة العربية والإسلامية، وزعيم لا يتوانى عن استخدام صوته في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، والدعوة إلى إقامة نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافًا. كان خطابه تجسيدًا لرؤية قيادية فريدة، تعكس إيمانه العميق بالعدالة وحقوق الإنسان، وتؤكد التزامه الدائم بالقضايا العادلة على الساحة الدولية.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان








طباعة
  • المشاهدات: 1822
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-09-2024 03:22 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم