26-09-2024 07:56 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
على مدار نحو 15 دقيقة، استمع العالم لخطاب الملك في الأمم المتحدة، في لحظةٍ ينتظر فيها عالمنا، أن يسمع صوتاً مختلفاً من منطقتنا التي باتت غارقة في الحرب واليأس وهمومه، حيث تحاصرنا صور حرب غزة، وما تلاها اليوم في لبنان.
كان أحوج ما يكون إليه العالم أن يرى من منطقتنا صوتاً وصورةً ورؤيةً، وإرادة مختلفة عما نراه اليوم من إمعانٍ في التطرف بأشكاله كافة، وعناوين الخطاب شملت رؤيةً وحملت صوتاً يحذر من خطورة ما نمّر به اليوم.
فبحكمة القائد، وخبرته، وببصيرة السياسي، حذر الملك من اللحظة الراهنة التي تمر بها منطقتنا، بقول جلالته «خلال ربع القرن الماضي، لطالما وقفت على هذا المنبر والصراعات الإقليمية، والاضطرابات العالمية، والأزمات الإنسانية تعصف بمجتمعنا الدولي وتختبره. وغالبا لم تمر لحظة على عالمنا دون اضطرابات، إلا أنني لا أذكر وقتا أخطر مما نمر به الآن».
لقد مثلت بداية الخطاب رسالةً أن ما يراه من هم خارج منطقتنا بأنه «مألوف»، فهو اليوم على خلاف ما يظنون، ومضى جلالته شارحاً من منبر الأمم المتحدة ما رتبته مآلات التطرف في إسرائيل من تداعيات.. بدءاً من الضفة الغربية التي هي الأقرب جغرافياً للأردن، ومن ثم غزة.
وأطلق جلالة الملك في خطابه دعوة ومبادرة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأهمية هذه الدعوة هي بتعزيز دور الأردن وفرض بوابة مساعداتٍ دولية إلى غزة، خاصة ونحن نواجه التسويف الإسرائيلي بعد الجرائم المنتهكة في القطاع.
تحدث الملك بوجدانٍ عروبيٍ أردنيٍ إنساني، وبضمير هاشمي.. متسائلاً وسائلاً العالم وتحديداً مؤسسته الأولى الأمم المتحدة، عن الواجب الأخلاقي الغائب وجرائم الحرب ولماذا ترفض إسرائيل كل سعيٍ ومبادرةٍ للسلام.. وعن حصانتها التي زادت من وحشيتها، حتى باتت أكثر رفضاً وعزلةً.
وفي ثنايا الخطاب، وسياقه.. كانت الرسالة الملكية المؤكدة على رفض الترويج لفكرة الوطن البديل، وتأكيد جلالة الملك أمام العالم بأن التهجير، هو جريمة حرب، ويدرك السياسون والقانونيون، والعسكريون، معنى هذا التصريح الملكي، فمثل هكذا جريمة تستدعي رداً حازماً.
إن الخطاب الملكي في هذه الدورة من أعمال الأمم المتحدة، هو عناوين تُسمع العالم بأن في هذه المنطقة دولةً لها رؤيتها وتطلعاتها وقيمها بالدفاع عن العدالة والإنسان العربي، خاصة ونحن نرى عالماً يحاول الاكتفاء بالتنديد والشجب تاركاً اليمين المتطرف في إسرائيل يزداد وحشية وصلفاً، وهو خطاب يؤكد المؤكد في لحظةٍ حاسمة تختبر العالم كله.
لذا فهو خطاب ملكي للحاضر وما يحتاجه من مقاربات، وللمستقبل القريب أيضاً، حيث باتت التحولات تتسارع والظلم يزداد في فلسطين ولبنان وغيرها في منطقتنا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-09-2024 07:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |