حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11733

خالتي فرنسا

خالتي فرنسا

خالتي فرنسا

24-03-2008 05:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 من اليرموك تخرج فخورا يحمل حلمه في شهادة الهندسه المدنيه.وهوطالما حلم ببناء مدن ومدارس ومستشفيات لكل المتعبين والشقيانين والمشردين.وكنت اناكفه في حلمه واستفزه للمعالي واقول له "هاي دقني لو فلحت .ابقى قابلني في المشمش ".وباستغراب شديد ودهشه كبيره قابلته في صالة المغادرين في المطار ومعه مودعيه وعلى رأسهم ابوه المشرق وجهه دائما بالبسمه والتفاؤل .وامه التي احمرت اجفانها من الدموع ولكنهاكانت تودعه بطريقة التقريع قائلة :انت ياولد ليش راسك عنيد زي راس اللي خلفك .ليش يا حنونه .ما قلت لك البس بنطلون الجينز وبلاش الثوب والشماغ الاحمر .يا ميمتي الثوب والسروال اهوا بقولوا الجينز بقطع الخلف .هوا اللي ينفخك قليل الحيا .يا حنونه ماعليكي من ثوبي وسروالي شوفي جدتي قديش خلفت رجال .هاي ستك الله يحسن ختامها ما كان وراها شغل غير انها تفرع راسها وتشوف بختها مع سيدك .وهنا قامت الحاجه عن سجادة الصلاه التي فرشتها في الصاله لتصلي صلاة الضحى وهي تبتسم وتتذكر ايامها وقالت :لا تنكدي ع الولد يا مستوره وادعي له انه يرجع سالم غانم ومعاه الدكتوراه ......في مطار شارل ديغول بباريس لم يعرف البوابه التي يخرج منها الى الطياره المغادره الى شيكاغو .اتجه نحو الاستعلامات ووجد فيها صبيه جميله باريسيه ويفوح منها عطر الياسمين .حياها ورطن لها باللغه الانجليزيه متسائلا عن البوابه .اشاحت وجهها عنه لانه لا يتكلم بلغتها وثقافتها ورأت انه ديك ابيض بعرف احمر قد هرب لتوه من مزارع الشرق وراحت تطالعه من راسه حتى اخمص قدميه وحدثت نفسها :وي ديك ومسافر كيف صارت ؟.ثم كرر عليها السؤال ولكنها كانت مثل الصخره لا من هنا ولا من هناك غير نظرات ازدراء وتعجب .وهنا غضب الديك وهزها في كتفها بقوه وصاح في وجهها :هيه انتي يا بلماء ما تحكي يا ما صارلك وجرالك يا عديمة الشرف .هنا اشارت له الى البوابه .فغادرها وهو يصب عليها اللعنات وقال :انتوا يا ملاعين ما ينفع معاكم غير العين الحمرا .....قبل ايام كان افتتاح معرض باريس الدولي للثقافه والكتاب .وباريس هي بلد النور والجمال والثقافة والعطور والازياء .ومنها خرجت الى النور ترنيمة "الحريه والمساواه "وعلى ترابها درج فيكتور هوجو وباستور واميل زولا .وفي نفقها انتهت اجمل قصص الحب التي جمعت الاميره الحسناء مع الشاطر حسن المعجون بطمي النيل ومائه .وهي من اهدت العم سام تمثال الحريه وشعلتها المضيئه على شواطيء نيويورك .وهي حلم الكثير من شباب المغرب العربي للهجره اليها والسكن في ضواحيها .وعلى ابوابها كانت بداية النهايه لغازي صنف الناس الى من يستحق الحياه ومن يجب ان يحرق ويموت .وهي نفسها التي اقامت المفاعلات النوويه على ارض عربيه لا تبعد عنا مقرط عصا .واليها جاء شايب فظع ايام شبابه قتلا وتهجيرا في ابناء مدينتي اللد والرمله .جاء هذا البيريس حاملا سيفه الاحمر ليفتتح المعرض احتفالا بالعجوز التي اصبح عمرها الان ستين عاما .وسلطت الكاميرات اضوائها على بيرقه وسيفه وكتاب من اشعاره بكى فيها دموعا سخيه ليس على اطفال ماتوا من البرد والجوع والرصاص وانما على مهاجره بولنديه احبها ايام عصابات الهاجانا وشتيرن وتغزل فيها وفي لياليها المظلمه .ولقد استقبلته باريس في الاحضان وبالقبل على الجبين .وخرج راعيها من قصره للترحيب بمن شابهه في كراهية الاطفال اصحاب العيون السود.وهومن طاف المدن العربيه وهو يحمل على كتفيه ربيبه وكان ممسكا بخصر العارضه الايطاليه وراسه الى الاعلى يقول لابنها :انت وامك مونا مور عمري يا ابو عيون جميله وملونه ....هذا المعزب كان قد ارسل زوجته الغجريه قبل اشهر الى الجماهيريه وذلك للافراج عن الممرضات البلغاريات التي قدمن حبا وحنانا لاطفال ليبيا ومعه حقن الايدز .وقد رجعت له الغجريه غانمة سالمه ومعها الممرضات ولكنه غضب منها ولا ادري لماذا فالعرب كرماء لا يفشلون ضيوفهم وهذه عوايدهم مع الرجال فما بالكم اذا كانت الضيفه غجريه جميله .ولكن الرجل صاح فيها :يا حرمه انا ما حذرتك قبل ما تروحي من العربان .فهم شياطين ودائما الشيطان يوسوس لهم . . وبلادهم مليانه بمستشفيات الولاده والاطفال .ونحن دائما ننصحهم ينظموها ولكن ما بتزبط معهم .ثم طردها وكادها بمره ثانيه من ايطاليا .وبعد ذلك خرج الى حوش الاليزيه ليأخذ نفسا عميقا لانه زعلان وحاسس انه مخنوق ونادى على الخادم التشادي صائحا :يا ولد ابعث لي الصحفيين الذين ارادوا انقاذ اطفال دارفور من امهاتهم اللي مش لاقيات هدمه تسترهن ....من مدفن الكتاب والثقافه خرج علينا مثل افعى الكوبرا وهو يجلجل ويميل برأسه الكبير ذات اليمين وذات الشمال مفكر عربي قائلا :لماذا يقاطع العرب والمثقفين هذا المعرض .هل لان بيريس هو من قام بالافتتاح .بسيطه يا جماعه انتوا اهل السماح .في المعرض القادم سوف ندعوا زعيما عربيا للافتتاح فنحن السابقون وانتم اللاحقون ....خالتي فرنسا يبدو انك قد عجزتي قليلا فالاخاديد والتجاعيد ملأت وجهك الجميل .وخراريف الفرانكوفونيه لم نعد نستسيغها من مونت كارلو وبطرس غالي .انصحك ان تظلي نباتيه ولا تكثري من اكل لحوم البقر والهامبورجر مع المشروبات الغازيه المستورده .وخليكي نباتيه وع البطاطا .لان الاكثار من اللحوم يؤدي الى الخرف وفقدان الذاكره .نحن في الوطن العربي لسنا ديوكا مهاجره .نحن انسان بحلمه ولحمه .ولا نقبل ان يسيج الاخرون علينا بالجدار والاسلاك العازله .ونحن نحب اطفالنا وهم من لهم احلامهم وعيونهم السوداء التي لا نرى اجمل منها عيون في الدنيا.وبلاش ندعي على امين الفرانكوفونيه ونخليه ينام في العسل وثاني اسبوع انتي سوف ترمي له قشه الى قارعة التروتوار....  








طباعة
  • المشاهدات: 11733
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-03-2008 05:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم