29-09-2024 08:33 AM
بقلم : د. رعد التل
لقد كان التوجيه الملكي المفصل بكتاب التكليف لحكومة الدكتور جعفر حسان، واضحاً ومحدداً لتحديد أولويات المرحلة القادمة بالاستناد للرؤى الملكية والمتمثلة برؤية التحديث الاقتصادي فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية. وذلك لأهمية تحقيق الأهداف المرسومة والموضوعة بصورة برامجية ذات سقوف زمنية محددة ومؤشرات قياس واضحة.
فكان المحرك الثالث (محرك نوعية الحياة) من محركات رؤية التحديث ضمن كتاب التكليف الملكي كأولوية رئيسة للحكومة، حيث يتطلب التركيز على تحسين سبل العيش للمواطنين من خلال تقديم خدمات أفضل وتوسيع الرقعة الخضراء. كما يتضمن هذا المحرك مشروع المدينة الجديدة، الذي يعد خطوة محورية في تخفيف الضغط على مدينتي عمان والزرقاء، ويعزز دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أبعاد اقتصادية واجتماعية مهمة.
أما محرك الصناعات عالية القيمة، فيشير إلى أهمية قطاع التعدين واستغلال الموارد الطبيعية في الأردن. وقد تم التوجيه إلى الحكومة في جذب الاستثمارات نحو تسريع الاستخدام التجاري والصناعي لهذه الموارد، مثل الغاز الطبيعي، إلى جانب تمكين القطاع الصناعي الأردني ليكون أكثر تنافسية في الأسواق المحلية والعالمية. كما تم التأكيد على ضرورة استكشاف الأسواق الناشئة لتعزيز تصدير المنتجات والخدمات الأردنية، وذلك في سياق استغلال الاتفاقيات الاقتصادية التي تربط الأردن مع العديد من دول العالم. بالإضافة إلى ذلك، تم تسليط الضوء على أهمية تحقيق الأمن الغذائي من خلال تعزيز الجهود المؤسسية وزيادة الاعتماد على الذات لمواجهة تقلبات الأسعار والأزمات الاقتصادية. يأتي هذا في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم والمنطقة.
في إطار محرك الأردن كوجهة عالمية، تركز الرؤية على تعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية آمنة ومستدامة على مدار العام. تم توجيه الحكومة نحو إعداد خطط واضحة لمواجهة التحديات وتعزيز منعة القطاع السياحي، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات السياحية والمرافق الموجودة في المملكة. يسعى الأردن من خلال هذه الرؤية إلى تنويع المنتج السياحي وتعزيز تجربة الزوار.
أما بالنسبة لمحرك الموارد المستدامة، فإن الأمن المائي يتصدر قائمة الأولويات. توجيهات الملك للحكومة كانت واضحة بضرورة تنفيذ مشروع الناقل الوطني للمياه وتقليل الفاقد منها، مع تشديد الرقابة على الاعتداءات التي تستهدف شبكات المياه، وهي قضايا حيوية لضمان استدامة الموارد المائية في المملكة.
يشكل محرك الريادة والإبداع ركيزة أساسية في تحسين قطاع التعليم، حيث يتم التركيز على تحديثه وتطويره بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل. تتضمن التوجهات سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق من خلال إعطاء أولوية للتعليم المهني والتقني. كما يهدف هذا المحرك إلى تطوير المناهج وتوفير بيئة مدرسية آمنة وتحفيزية.
وفي الختام، تبرز بيئة مستدامة كأحد المحركات المهمة التي تركز على الاقتصاد الأخضر والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر. هذه المبادرات تشكل فرصة لتحقيق تحول نوعي نحو الطاقة النظيفة، مما يسهم في تسريع النمو الاقتصادي وتحقيق استدامة بيئية على المدى البعيد.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-09-2024 08:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |