30-09-2024 08:31 AM
بقلم : محمد خروب
خرجَ شريكا حرب الإبادة والتهجير والتجويع والتدمير في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان, في غطرسة محمولة على شماتة وتلويح باستخدام المزيد من القوة, لتمرير مشروعهما الإستعماري لإخضاع المنطقة وشعوبها, تعميماً وتكريساً لعصر الأسرَلة والصهينة، رغم النجاحات «النسبية» التي أحرزوها, في عهد دونالد ترمب المُهرّج صاحب «صفقة القرن».
الرئيس الصهيوني جوزيف بايدن الآفل نجمه, ونائبته كامالا هاريس المنافقة, الضعيفة ذات الجذور الصهيونية، والمرشحة الرئاسية التي تتسوّل أصوات العرب والمسلمين الأميركيين كما جمهور المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وشعبها, خرجا على العالم في تصريحات تفيض شماتة وانعدام المشاعر الإنسانية, يصِفان عملية اغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. مُعتبرا أحدهما/ بايدن ان اغتيال نصرالله «إجراء يُحقّق العدالة لضحاياه الكثيرين، من بينهم (الآلاف) من المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين». مُتابعاً ومُذكِرّاً بالأسطوانة الغربية الاستعمارية بقوله: الولايات المتحدة «تدعم بشكل كامل, حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس والحوثيين, وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران». فيما ذهبت هاريس في نفاقها أبعد من ذلك, عندما قالت بوقاحة: ان نصر الله «إرهابيّ ويداه مُلطّختان بدماء أميركية». مُضيفة: «اليوم، حصلَ ضحايا حزب الله على (قدر) من العدالة»، مُستطرِدة في تزلّف مُتهافت «سأدعم دائما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
وقبل ان نُعرّج على مزاعم وأكاذيب مجرم الحرب/نتنياهو, وما حفلت به تصريحاته من غطرسة وتبشير بـ"ترتيب جديد» (الاسم الكودي لعملية اغتيال نصر الله) في المنطقة, وتغيير موازين القوى فيها, يجدر التذكير بسادية وفظاعة الجريمة الوحشية, التي ارتكبها الفاشيون الصهاينة بحق أمين عام حزب الله, وعشرات بل مئات المدنيين اللبنانيين, عندما ألقوا قنابل فراغية/إرتجاجية على «6» بنايات ذات أدوار مُتعددة أو أبراج عالية, زنة تلك القنابل خارقة التحصينات «85» طناً, من المتفجرات والغازات والشظايا المسمومة. وهو ما أكّدته إذاعة جيش النازية الصهيونية عندما قالت: إن «طائرات من السرب 69, أسقطتْ نحو «85» قنبلة خارقة للتحصينات، (تزن الواحدة منها طناً)، في عملية اغتيال نصر الله». علماً ان المُستهدَفَة هي بناية واحدة, قيل انها تضم غرفة العمليات المركزية لحزب الله. فمَن الذي يداه ملطختان بدماء الأبرياء؟
مع تذكير الرئيس بايدن (وكل مَن يهمه الأمر, او باحث عن الحقيقة) بأن بلاده هي «أول» دولة في العالم, ارتكبت جريمة «إبادة جماعية في التاريخ», عبر إبادة مئات ملايين الهنود الحُمر أصحاب الأرض الأصليين, ناهيك عن جريمة العصر الحديث... الأشد بشاعة, عندما «نالت» الولايات المتحدة الأميركية, «شرفَ/ إقرأ عار» إلقاء اول قنبلة نووية في التاريخ, على مدينة هيروشيما اليابانية, أتبعتها بقنبلة أخرى على مدينة يابانية أخرى هي «ناكازاكي». فهل أيادي واشنطن بيضاء من غير سوء او دماء الأبرياء؟.
ماذا عن مجرم الحرب نتنياهو؟
لم يتوقّف نتنياهو للحظة واحدة منذ ملحمة «طوفان الأقصى», عن إصدار تصريحات وبيانات التهديد والوعيد المتغطرسة, تجاه الجميع في المنطقة ملوحا بـ«ذراع» إسرائيل الطويلة التي تصل الى أي مكان في الشرق الأوسط, كما وزير دفاعه ووزير خارجيته وجنرالات آلة القتل الصهيونية, فيما هم يقارفون جرائم القتل والإبادة وتدمير البنى التحتية والمشافي, كما الجامعات ودور العبادة من مساجد وكنائس ومراكز إيواء ترفع علم الأمم المتحدة (التي أهانها نتنياهو في خطاب الأكاذيب الذي ألقاه من على منبرها), وكانت أكثر تصريحاته وقاحة و«خطورة» خاصة بعد اغتيال السيد نصرالله, قوله: نحن الآن أمام ما يبدو أنه «نقطة تحوّل تاريخية». مُضيفا في شكل لافت: لدينا إنجازات عظيمة،» لكن العمل لم يكتمِل بعد». سنواجِه ـ أضافَ ـ في الأيام المقبلة تحديّات كبيرة»، مُتابعاً «لا يُوجد مكان في إيران أو الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل الطويلة».
دعونا «نفكِّك» ما استبطنته عبارات هذا النازي الصيوني, لنرى حجم وخطورة المخطط الذي يعمل على «إنجازه», خاصة بعد ان توافرت لديه «قناعات», ان آلة الحرب الصهيونية’ قد «انتصرت», وان بمقدوره كتابة جدول أعمال المرحلة المقبلة لـ«المنطقة بأسرها». ليس فقط على صعيد قطاع غزة والصفة الغربية بل أيضا لبنان (الذي فرضَ عليه «حصاراً عسكرياً» منذ أول من أمس). وربما ما يتجاوز هذيْن «الملفيْن». مع التذكير بضرورة العودة الى قراءة وتمعّن ما جاء في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, الذي فاق في غروره واستعلائه سيل الأكاذيب, التي جاءت في خطابه أمام الكونغرس الأميركي المُتصهين في 24 تموز المضي. خاصة في ظل غياب اي موقف عربي جاد ورصين وحازم, من تلك التصريحات التي تستعيد «الطموحات» الصهيونية برسم خرائط جديدة للمنطقة, تكون فيها «حدود ومساحة, دولة إسرائيل», أكبر بكثير من حدود فلسطين التاريخية, حيث ظهرتْ الضفة الغربية وقطاع غزة داخل حدود «فلسطين التاريخية», في الخريطة «الأخيرة وسابقتها» التي رفعها نتنياهو في الأمم المتحدة وقبلها الكونغرس الأميركي.
kharroub@jpf.com.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-09-2024 08:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |