30-09-2024 08:51 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
يبدو أن الحرب في لبنان ستطول أكثر، وأن ما شهدناه في الأشهر الماضية، من حرب على غزة، لم يكن إلا بداية مرحلةٍ جديدةٍ، ما زلنا لا نرى منها إلا رأس الجبل.
على أية حال.. اعتدنا في المنطقة على هذه التحولات، وعلى هذه المراحل التي تترك آثاراً عميقة.. ولكن ما المطلوب أردنياً، حيال هذه التحولات المتسارعة؟!.
تحدثنا في الكثير من المقالات السابقة وتحدث آخرون عن ضرورة التحضر لما هو أخطر في محيطنا.. ولكن هذا الحديث هو اليوم أكثر جديّة، وأكثر ضرورة في ضوء التصعيد الأخير في لبنان، فما يجري في المنطقة هو نهاية هياكل، ونهاية أشكال ألفناها في المنطقة، وما جرى مع حزب الله، هو مثال بيّن على ما نتحدث عنه.
علينا في الأردن وفي ضوء ما تعيشه حكومة نتنياهو من حالة «نشوة» وحالة «إنكار» للواقع، أن ندرك أن خيار أمن الأردن، وخيار تماسك جبهتنا الداخلية هو الأمثل، وهذا ليس حديثاً مترفاً في ضوء ما نمر به من تحديات.
فالأردن دولة راسخة ببناينها سواء المؤسساتي أم المجتمعي، وهذه قيم راسخة في نفوس الناس في بلادنا.. ولكن علينا تعزيزها أكثر، وعدم الانتباه كثيراً لأصوات نشازٍ تحاول أحياناً تصدر المشهد أو التشويش على الموقف الأردني أو ممارسة أدوار «تعبوية» لا وجود لشعارتها إلا في مخيلة البعض، وهم قلة ممن يمارسون أدوار الغضب على كل شيءٍ سواء أكان ذلك في الشدة أم في الرخاء.
وما يجعل من وصف هذه المرحلة بأنها أكثر صعوبة مما سبقها ليس النوازل المحيطة بنا، وحكومة نتنياهو على رأسها، ولكن هو غياب العمق العربي الذي كنا نتكئ عليه ويعطينا مجالاً للحركة على مدار عقودٍ مضت.. ومن أراد أن يدرك غيابه فليتأمل شمالاً وشرقاً.. وبطبيعة الحال ما يجري في الضفة غرباً.
كما أن المشهد الدولي ليس مريحاً، فالانتخابات الأميركية وهي التي يستخدمها نتنياهو اليوم في شراء الوقت حتى يتبين من سيكون ساكن البيت الأبيض.. قد تكون بنتائجها ضاغطاً أكبر عليها، فخيار ترمب وارد، وهو صاحب صفقة القرن!.
إن الأردنيين اليوم أمام تحولات كبيرة.. ولكن لنا من ماضينا القريب، وإرثنا البعيد كثير من الصور التي تؤكد بأن هذا الوطن صلب بمبادئه، وبشرعية ومشروعية قيادته ورسوخها، فهذه النوازل من حولنا، تشتد كثيراً، ولكنها بإذن الله لن تطول.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-09-2024 08:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |