بقلم :

رضا السميحيين - في لحظة تاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني المجتمع الدولي امام دعوة ملحة للإنسانية ، تعكس عمق المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة ،لقد كانت كلماته بمثابة نداء عاجل للمجتمع الدولي، تدعو إلى التحرك الفوري لإنقاذ أرواح المدنيين الذين يواجهون ظروفًا مأساوية لا يمكن تصورها.

تحدث جلالته عن الأوضاع الإنسانية الكارثية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والرعاية الصحية وموجات متكررة من النزوح والتهجير ، مؤكداَ هذه الأوضاع تتطلب استجابة سريعة وفعالة من المجتمع الدولي، وأنه يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تتحد وتعمل بشكل جماعي لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، وإن كل لحظة تمر دون اتخاذ إجراء هي لحظة تضيع فيها حياة إنسان.

كما أكد الملك عبدالله على ضرورة حماية المدنيين في مناطق النزاع، مشددًا على أن الحرب لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، وأن الأطفال والنساء هم الأكثر تضرراً من هذه الصراعات. لقد كانت دعوته واضحة وصادقة: يجب أن تكون هناك جهود متضافرة لضمان سلامة المدنيين وتوفير الممرات الإنسانية لتسهيل وصول المساعدات، إن كل طفل يتألم، وكل امرأة تعاني، هي قصة إنسانية تستحق أن تُروى وأن تُحترم..
وفي سياق حديثه عن الحرب الحالية، دعا الملك عبدالله إلى ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددًا على أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة المستمرة. لقد كانت رسالته بمثابة تذكير مؤلم بأن الحلول العسكرية لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع، وأن الحوار والتفاهم هما الطريق نحو تحقيق السلام الدائم.
ختاماً، يبقى خطاب الملك عبدالله الثاني أمام الأمم المتحدة دعوة ملحة للمجتمع الدولي للتحرك من أجل غزة. إن الالتزام بتقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين يجب أن يكون أولوية قصوى. فالعالم اليوم بحاجة إلى المزيد من الإنسانية والتضامن في مواجهة الأزمات، لنكن صوتًا لمن لا صوت لهم، ولنستجيب لنداء الإنسانية قبل فوات الأوان.