30-09-2024 05:02 PM
بقلم : د.نشأت العزب
ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، خطابه السنوي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت يشهد فيه العالم تحديات كبرى على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكما هي عادته، قدم جلالة الملك خطابًا شاملاً وحكيمًا يعكس حرصه الدائم على تعزيز السلام، العدالة، والتنمية المستدامة، مشددًا على دور الأردن الريادي في المنطقة، وضرورة التعاون الدولي للتصدي للمشاكل التي تهدد الاستقرار العالمي.
كما في كل خطاباته السابقة، خص جلالة الملك جزءًا كبيرًا من حديثه للقضية الفلسطينية، التي اعتبرها حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. أكد جلالته مجددًا على دعم الأردن الثابت لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذكّر المجتمع الدولي بأن حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة يظل سببًا رئيسيًا للتوتر والعنف في المنطقة، داعيًا إلى ضرورة إحياء مفاوضات جادة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد جلالة الملك على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهي مسؤولية تاريخية ودينية يضطلع بها الأردن. وأكد على ضرورة حماية الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة في وجه التحديات المستمرة.
لم يغفل جلالة الملك الحديث عن الأزمات الإقليمية الأخرى، مثل الصراعات المستمرة في سوريا واليمن وليبيا، مشددًا على ضرورة الحلول السياسية التي تضمن الاستقرار وتعيد الأمل لشعوب تلك الدول التي عانت من ويلات الحروب والانقسامات. كما تناول جلالته أزمة اللاجئين السوريين، حيث استعرض دور الأردن الإنساني الرائد في استقبال الملايين من اللاجئين رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها.
دعا جلالة الملك المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين، مشيرًا إلى أن الأردن لا يمكنه الاستمرار في هذا الدور وحده دون دعم دولي حقيقي. وأكد أن هذه القضية ليست مسؤولية الدول المضيفة فقط، بل هي مسؤولية إنسانية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية.
فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، أكد جلالة الملك على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الأزمات الصحية والسياسية العالمية. ودعا إلى إيجاد حلول مبتكرة لتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، مشيرًا إلى أن الفجوة المتزايدة بين الدول المتقدمة والنامية تستدعي اهتمامًا فوريًا من المجتمع الدولي.
وشدد على أهمية التكامل الاقتصادي الإقليمي والدولي كوسيلة لتعزيز التنمية وخلق فرص عمل جديدة، مع التركيز على دعم الشباب وتمكينهم من خلال التعليم والتدريب التكنولوجي.
خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة حمل رسالة قوية للعالم بأسره، رسالة قوامها الأمل في مستقبل أفضل يقوم على العدالة والسلام والتعاون. جلالته جسّد في خطابه الحكمة والشجاعة في الدفاع عن القضايا العادلة والمبادئ الإنسانية، وأظهر مرة أخرى أن الأردن رغم صغر حجمه الجغرافي، يبقى كبيرًا في دوره الدبلوماسي والإنساني على الساحة الدولية.
في خضم عالم مضطرب، يظل جلالة الملك قائدًا بارزًا، يحمل على عاتقه مسؤولية تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، ويعمل بلا كلل من أجل عالم أكثر عدالة وأمانًا للجميع.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-09-2024 05:02 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |