بقلم :

سرايا - مريم بسام بني بكار - يتمتع الاردن بالكثير من المواقع الأثرية والطبيعة الخلابة والفريدة من نوعها وكثير منها غائبة لا نعرفها ونحن نعيش قربها ومن هذه المواقع صحراء الضاحك .

ابتسامة لؤلؤية برمالها البيضاء وصخورها العاجية اللون تحفر في ذاكرة الزمان أساطير وحكايات تشعرك بأنك في رحلة من الخيال على بساط السندباد او برفقة مارد مصباح علي بابا تجوب الصحراء بين التلال الكلسية والكثبان الرملية والطينية فتنقلك في سلسلة من الدراما عبر الزمن فيرسم لها القمر جمالا روحيا يسحر الناظرين ...هذه الصحراء الجذابة مصدر الهام لمن يرغب بلوحة او تشكيلة فنية توحي بجمال وهدوء أخاذ يأخذك إلى عالم مليء بالمغامرات الكون بعيدا عن الظلام كأنها سلام داخلي .

في منطقة الصحراء الشرقية للأزرق تقع صحراء الضاحك والتي تعد صحراء فريدة من نوعها لها شبيهتان فقط في العالم في مصر و البرازيل .

في سيمفونية تعزفها اوركسترا النجوم على نغمات الطبقات الجيولوجية لتنقل حضارة الماضي والحاضر المرتبطة بالقوة الروحية والتعبير العاطفي بمزيج من تنوع تضاريسي مبهر.

وادي الضاحك في مخيلتي انه في احد الايام القريبة سيكون وجهة سياحية تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم ليكون الوادي قرية سياحية متكاملة تحتوي مركز لرياضات عالمية و ماراثون وسباقات عدة مثل الهجن والخيل والدراجات والسيارات وغيرها بالإضافة إلى مدينة ترفيهية ومركز ثقافي يعرض تعاقب الحضارات على الاردن والفلكلور الاردني وبازار منتجات اردنية وتذكارية وسلسلة مخيمات وفنادق بمستوى عالي الخدمات فإنه مؤكدا سيصبح مقصدا للاستجمام والراحة.

وما يثير الاهتمام هو عدد فرص العمل التي ستتاح في هذه المشاريع للكثير من العاطلين عن العمل فيصبحوا منتجين لأنفسهم وأسرهم ولبلدهم والمساهمة في دعم الشباب ومكافحة الفقر والبطالة.

اعتقد ان هذا الوادي اذا تم استغلاله سياحيا بطرق ذكية ومنظمة فإنه سيكون بوابة سياحية جديدة للأردن تدر دخلا كبيرا كمغارة علي بابا المملوءة كنوز دفينة في صحراء مجهولة.

واول الغيث قطرة ثم يأتي المطر ، يتم الان انشاء مخيم في المنطقة يضم عدد من الغرف المجهزة للتخييم ومطعم يحتوي على اطباق متنوعة تخدم جميع الأذواق وفرق فلكلور تقدم فقرات تراثية، هذه بادئة خير تنبئ بمستقبل هذا الوادي بقعة ضوء لإنشاء قرية سياحية متكاملة ، وكلنا امل من الوزارات والهيئات المعنية بالسياحة تقديم الدعم لمثل هذه المشاريع الريادية ودعم طاقات الشباب واستغلال المنطقة سياحيا وعدم اهمالها.

من الجدير بالذكر سلسلة المواقع السياحية الممتدة من عمان باتجاه الأزرق والبالغ عددها ما يقارب ثلاثة عشر موقعا سياحيا متنوعا مثل القصور الصحراوية ( قصر عمرة ، قصر الحرانة، قصر الحلابات، قصر المشتى، قصر اسخيم، وقصر برقع، وقصر عين السل وقصرالعويند وقصر شبيب ) وقلعة الازرق وواحة الأزرق وشجرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي استظل بحلها والمعروفة باسم البقيعاوية ومحمية الشومري وغيرها من المواقع الاثرية بالإضافة الى ان المخيم سيعكس ثلاثة ثقافات عاشت في منطقة الازرق وهي ثقافة البدو وثقافة الشيشان والشركس وثقافة الدروز والتي لم يسبق ان تم افتتاح مخيم يعرض هذه الثقافات.