بقلم : جوان الكردي
بدأ رئيس الوزراء جعفر حسان بخطوة لافتة، حيث أجرى جولات ميدانية لتفقد أحوال المواطنين عن قرب، في مسعى لإظهار التزامه بمعالجة التحديات التي يواجهونها.

هذه البداية المفعمة بالحماس أثارت إعجاباً لدى كثيرين، وأعادت الأمل في إمكان إحداث تغييرات ملموسة في أوضاعهم المعيشية.

بداية الرئيس تعطي انطباعا بأننا أمام مرحلة مختلفة، حيث يبدو أنه ملتزم بتحقيق توجيهات الملك عبدالله الثاني في رسالته الملكيه بتعزيز الثقة بالحكومة.

لكنّ التحدي الأكبر هو قدرة الرئيس وطاقمه الحكومي على الاستمرار بنفس الحماس لتحقيق المطلوب، خصوصا وأن أكثر من رئيس حكومة سابق انتهج النهج ذاته في بدايات توليهم المنصب ثم فترت همّتهم في التواصل الميداني وانغمسوا في دوامة البيروقراط.

يتساءل العديد من الأردنيين إن كان حسّان سيستمر في هذا النهج، وهل سيتحول هذا الحماس والتواصل المباشر إلى قرارات إصلاحية تؤثر على ملفات مثل الفقر والبطالة إيجابا وتحسن الخدمات العامة؟
كما أن المواطنين يتطلعون إلى حكومة تعزز الشفافية والتواصل الفعّال، وهو ما ظهر في خطوات حسان الأولى، وإن كانت هذه بداية يُفترض أن تتبعها خطوات كثيرة تشريعيا، بالتعاون مع البرلمان، وتنفيذيا.

الاستمرارية في هذا النهج تمثل تحدياً كبيراً أمام رئيس الوزراء الجديد؛ فالكثيرون يأملون ألّا تكون هذه التحركات مجرد خطوات مؤقتة، وإنما جزءاً من استراتيجية شاملة لتحسين الأوضاع.

يبقى السؤال الأهم: هل سيستطيع الرئيس الجديد الحفاظ على هذا الزخم من التحركات الميدانية وتحويل الوعود واقعا ملموسا يحقق تطلعات الشعب؟