07-10-2024 08:37 AM
بقلم : سهير بشناق
في هذا العالم الممتلئ بقدر كبير من الظلم والضعف الانساني والعدالة الغائبة عن قلوبنا وايام العمر التي باتت لا تمر بسلام على الكثيرين نحتاج لقلوب نطيفة لا تزال تمتلك قدرا كافيا من النقاء الداخلي الذي يمنح الاخر مساحة من الاهتمام والعطاء غير المشروط.
القلوب النظيفة برغمً كل ألم يمر بها وخيبات متتالية باتت تجارب تنتقص من القدرة على العطاء بابهى صورة الا انها لا تزال تمتلك مساحة من النقاء لتمنح الاخر شيئاً لم يلوثه الزمن ولم تسقط عليه الحياة تغيرات تجعله قلباً لا يعنيه ان يكون كل الذين احبهم بمنأى عن الوجع.
في حسابات الحياة والبشر لا شيء يبقى ثابتا، لا الحب ولا القلوب كلها تخضع لمكانة التجارب التي نمر بها ولمواقف الايام التي تغيرنا بقدر ما نتألم ويمس توقعاتنا الكثير من الانكسارات فنتبدل ليس بقرارات مسبقة بقدر ما هي اختيارات ان لم نمضِ بها نمنح انفسنا مزيدا من الالم الذي لربما لم نكن نستحقه.
تلك الحسابات مهما طالت من القلوب النقية لا يمكنها ان تغير نبضها ولا ان تمحي فصولاً من روايه محملة بالصدق تبقى كسحابة سماء كلما امطرت يوما تعود من جديد محملة بخير الايام.
كم نحتاج بالعمر لقلوب نظيفة نقية تبقى تمتلك من القدرة على منح الآخرين الصدق الحقيقي والمواقف الجميلة كفصل ربيع لا تزال رائحة الياسمين به تمنحنا بريق امل لا ينطفئ مهما مر بنا.
كم نحتاج لقلوب لا تمر من امام اوجاعنا برغم وجعها ان لم تمنحنا كل ما نحتاجه لا تكون وجعا اخر نحمله معنا.
كم نحتاج لمساحة من النقاء بقلوب لم نعد قادرين على قراءتها جيدا لربما لم نكن نستحقها بعطائها وحبها غير المشروط ولم ندرك انها انقى ما يمكن ان نحصده بالعمر ان تألمت لا يفقدها المها قدرتها على ان تبقى صادقة لا تغيب وقت حاجة ولا تمر امام دمع عين من كانوا يوما لها بحجم العمر.
كم نحتاج ولا ندرك حجم احتياجنا لتلك القلوب الا في كل مرة يعود لنا الوجع وتلفنا وحدة وقسوة الايام وغربة الروح فنشعر حينها ان تلك القلوب لا تتكرر كثيرا بالحياة لانها لا يمكن ان تتنازل عن عمقها وصدقها ونقائها لكل من كان له نصيب من حبها وعطائها. القلوب النظيفة والنقية كقلب ام مهما كان قاسيا مرة وتألم مرات لا يمكنه ان يكون سوى ربيع دائم وملجأ ومرفأ امان نحتمي به من قسوة الحياة.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-10-2024 08:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |