حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15609

لماذا ظهر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مرّتين خلال ثمانية أيّام فقط؟

لماذا ظهر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مرّتين خلال ثمانية أيّام فقط؟

لماذا ظهر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مرّتين خلال ثمانية أيّام فقط؟

09-10-2024 11:51 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تعرّض حزب الله اللبناني لضربات إسرائيلية قاسية، بدأت بتفجيرات البيجر، واللاسلكي، ثم استهداف القيادات الميدانية، وانتهاء باغتيال الأمين العام لحزب الله السيّد الشهيد حسن نصر الله، الأمر الذي تُحاول "إسرائيل" استغلاله، أو على الأقل ترويجه إعلاميًّا، بأن الحزب بات بلا قيادة، مع إعلانها البدء بعملية بريّة “محدودة” داخل الأراضي اللبنانية، بأهداف غير مُعلنة تصل لنزع سلاح الحزب، والقضاء عليه.


يُعبّر عن الموقف الإسرائيلي هذا، وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال الثلاثاء، إن حزب الله بات “مُحطّمًا” بعد الضربات المتواصلة التي استهدفته وأدت إلى اغتيال أمينه العام حسن نصرالله، وتابع غالانت أثناء اجتماع مع القيادة الشمالية لجيشه بأن حزب الله “منظمة محطّمة ومدمّرة من دون أي قيادة وإمكانيات قتالية تذكر، وبقيادة مفككة بعد القضاء على حسن نصرالله”.



لا يترك نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أو لا يُريد ترك مساحة لهذه الادّعاءات الإسرائيلية، والإيهام بأن حزب الله فعلاً بلا قيادة، بعد اغتيال أمينه العام نصر الله، مُقرًّا أوّلاً في ظُهوره الثاني بأنه يعجز عن وصف حال الحزب بعد اغتيال أمينه العام، ولكن وفي ذات الوقت ثانيًا يُؤكد نعيم قاسم أنهم يستلهمون من عنفوانه.



وفيما يتواصل الجدل حول عدم اختيار أمين عام جديد لحزب الله، يُشدّد نعيم قاسم بأنه سوف يتم انتخاب الأمين العام “وفق الآليات التنظيمية للحزب”، ولافت هنا تمسّك الحزب بآليات محددة لاختيار الأمين العام الجديد، وعدم التسرّع، في ظل ظروف الحرب الراهنة.



وتُريد إسرائيل بأنها قامت بالقضاء على حزب الله، يُؤكد نعيم قاسم بأن إمكانات حزب الله بخير، وما يقوله العدو غير صحيح.



ودخلت بيئة المُقاومة الحاضنة للحزب، بحالة إنكار في الأيام الأولى بعد اغتيال نصر الله في 27سبتمبر/ أيلول الماضي بغارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوبية، وكان ذلك ملموسًا عبر المنصات، بالقول إن ثمّة خدعة، وأن السيد نصر الله لم يستشهد، وحدث كل هذا رغم إقرار حزب الله باستشهاد أمينه العام، الأمر الذي دفع بالعديد من الإعلاميين المُناصرين للحزب، ببث مقاطع فيديو تؤكد على ضرورة مُواصلة المعركة، والثبات عند البلاء، وبث وصايا السيد نصر الله.


وفي سياق تأكيد استشهاد نصر الله، قال عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي في تصريحات للقناة العراقية الرسمية، إن “نصر الله كان موجودًا في ممر داخل نفق تحت الأرض، حيث كان يُعقد الاجتماع”، مضيفا أن “الغازات التي تصاعدت عقب الضربة الجوية الإسرائيلية تسببت في اختناقه”.



وذكر قماطي أن “المسعف الذي دخل أولا إلى النفق ومن شدّة حبه للأمين العام نزع غطاء التنفس عن فمه لدى وصوله إلى الجثمان، ليضعه على وجه نصر الله ظناً منه أن بإمكانه إنقاذه، لكنه سرعان ما استشهد إلى جانبه”.


وتوجّه قماطي إلى بعض أنصار الحزب الذين شككوا باغتيال نصر الله ورفضوا التصديق، قائلًا: “مع كل التقدير لمحبة الناس، وعواطف الناس، ولكن يجب أن نستيقظ من الحلم الجميل”، وأكد بالقول: “رأينا جثمانه، ولمسناه، ورغم كل الآلام فإن علينا الخروج من الشائعات لنعيش الواقع، ونتصدّى لواجباتنا الجهادية، لنلحق بسماحة الأمين العام”.


وقال نعيم قاسم في سياق متصل: إن "إسرائيل" تستهدف خلق أزمة بين “بيئة المقاومة والمقاومين”، وأكّد أن هذه البيئة “مُتماسكة” رغم مُشكلة النزوح.


ولافت بأن نعيم قاسم حرص على الظهور خلال ثمانية أيام فقط مرّتين، كانت الأولى بعد اغتيال السيد نصر الله، والثانية بكلمة مسجلة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى، وهو ظُهور للمرّة الثانية يُطمئن فيه حاضنة الحزب، وأنصاره، مع الإقرار بمرحلة الضربات المُؤلمة وتجاوزها كما نوّه قاسم، والأهم “تأمين البدائل في جميع المواقع بدون استثنناء.


ويبدو أن نعيم قاسم والحزب من خلفه، يُواصلون التمسّك بالتحدّي الذي أعلنه السيد نصر الله في خطابه الأخير قبل اغتياله، وهو عدم السماح بعودة سكان الشمال إلى الشمال (عودة المستوطنين لمنازلهم بالشمال)، وفي ذلك السياق قال قاسم سائرًا على نهج سيد المُقاومة والشهداء السيد نصر الله: “إننا سنهجر أضعافهم”، وبذلك ينسف نعيم قاسم هدف إسرائيل المُعلن من الحرب على لبنان وهو إعادة المستوطنين لمنازلهم في الشمال.



وأكد قاسم في كلمته المسجلة أن “حرب العدو لم تمس إرادتنا وتصميمنا على المواجهة” وقال إن المقاتلين على الجبهة متماسكون والعمليات ازدادت وكذلك ألم العدو.



ويبدو أن خطاب نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، جاء صادمًا لـ "إسرائيل"، ولم يبرز فيه أي تراجع عن مواقف حزب الله قبل اغتيال أمينه العام، الأمر الذي دفع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي التعليق على خطاب نائب الأمين العام للحزب، الثلاثاء، واصفًا حديثه بـ”العنتريات”.



وقال أدرعي، عبر منصّة “إكس” إن قاسم “يكابر ولا يعترف بالواقع، ولكن صورته أفضل من ألف كلمة، يقول إنه منتصر وصورته تثبت العكس”.

 


وبرزت ادّعاءات وجدليات تحت عناوين تخلّي إيران على حزب الله، بل ووصل الأمر ببعض القنوات بسياسات تحريرية مُعادية الحزب، للقول إن إيران باعت الحزب، وقياداته بدليل اغتيالهم الإسرائيلي المُتتالي، الأمر الذي حرص نعيم قاسم للتطرّق إليه قائلاً بشكل صارم وحازم: “إيران هي من تُقرّر كيف تدعم ومتى تدعم”، ووجّه رسالة لمن وصفهم بـ”المُشككين” يقول: “ماذا قدّمتم للمقاومة أنتم؟ إيران ردّت بالوعد الصادق 2… وهذا يعني أنها مصممة على الوقوف إلى جانب المقاومة بالطريقة التي تراها مناسبة”.


وفي رسالةٍ لمُواصلة دعم حزب الله للمقاومة الفلسطينية، رغم كل العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الضاحية الجنوبية، وتهجير أهلها، قال نعيم قاسم طوفان الأقصى كان بداية تغيير وجه الشرق الأوسط”، ورأى قاسم أن “إسرائيل تهدف إلى إنهاء أي شكل من أشكل المقاومة ضدّها”، وأردف: “مقاومة غزة ومقاومة الضفة الغربية والعمليات في أراضي الـ48 ثبت أن الشعب الفلسطيني لا يُمكن هزيمته”.



بكُل حال، يعود حزب الله رغم الضربات القاسية إلى الواجهة الإعلامية، رغم مُحاولة استغلال "إسرائيل" الفراغ الأوّلي الناتج عن اغتيال قياداته وأمينه العام، والإيحاء إعلاميًّا بأن الحزب بات في نهاياته، وسيجري القضاء عليه، وأن حاضنته في حالة إحباط وهزيمة، وهو أمر يُردّده أيضًا الخصوم للحزب والذباب، ولكن الواقع على الأرض يُظهر فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتوغّل داخل الأراضي اللبنانية حتى بضعة أمتار.



فيما يتحدّث حزب الله عن خسائر أكبر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي مما يعترف بها، حيث أقر الاحتلال حتى الآن بمقتل 10 جنود منذ بدء الاجتياح البري، وإصابة العشرات، في حين يواصل حزب الله التصدي للقوات المتوغلة، ولا يتراجع عن جبهة إسناده لغزة، هذا عدا عن مُفاجآت الصواريخ، ففي حين يقول المسؤولون الإسرائيليون بأنهم دمّروا قدرات حزب الله الصاروخية، يأتي إطلاق نحو 105 صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا على دفعتين، ويُعلن حزب الله أنه قصف مدينة حيفا والكريوت برشقة صاروخية كبيرة.











طباعة
  • المشاهدات: 15609
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-10-2024 11:51 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم