10-10-2024 09:04 AM
بقلم : بلال حسن التل
قلت في مقالي المنشور يوم الثلاثاء الماضي ان علينا أن نعمل جميعا بكل السبل لابقاء قضية فلسطين حية. وهو ما نحاوله في جماعة عمان لحوارات المستقبل، على الصعيد الثقافي على اقل تقدير، لاننا نؤمن بان اساس الصراع حول فلسطين، هو صراع عقائدي ثقافي، لذلك نتبنى مشروعا لجمع التراث الشعبي الفلسطيني، للحفاظ عليه؛ خاصة في جانبه المعنوي والأدبي، وللحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، التي يشكل التراث مكونا رئيسا لها، لذلك جاء في مقدمة مشروع الجماعة ما يلي: «تعرضت شعوب كثيرة للاضطهاد والاستعمار، لكنها لم تنهزم لأنها حافظت ع?ى أهم مكونات هويتها, ممثلة بتراثها الشعبي. وفي هذا الإطار, تأتي سرقة التراث الشعبي الفلسطيني على يد العدو الإسرائيلي, وسطو الإسرائيليين على التراث الفلسطيني من طعام ولباس وخلافه وادعائهم بأنها لهم, بهدف مسح الهوية العربية للارض التي احتلوها، لذلك فقد صار من الواجب تعظيم كل أسباب الحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني خاصة في جانبه المعنوي والأدبي وهذا ما يهدف إليه مشروع المحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية وتعزيزها من خلال الحفاظ على التراث الفلسطيني».
تنبع اهمية هذا المشروع إنطلاقًا من الايمان بان معركة الامة في فلسطين هي في جوهرها معركة ثقافية، فقد قام المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي باحتلال فلسطين الأرض على اساس مقولات توراتية محرفة حول ارض الميعاد، ثم وسعيا منه لتسويق مقولته حول حقه في ارض فلسطين، سعى الكيان الصهيوني لسرقة الهوية الثقافية للارض، وخاصة تراثها الشعبي، لان التراث الشعبي فوق انه مكون اساسي من مكونات الهوية الوطنية لاي شعب، فانه من اهم ما يميز امة عن امة وشعب عن شعب، وهو الذي يعطي للارض جزءاً مهماً من هويتها. وهي حقيقة ادركها القائمون?على المشروع الصهيوني، لذلك سعوا ومازالوا للسطو على التراث الشعبي الفلسطيني، ابتداء من الكوفية الفلسطينية، التي عمد مصممو الازياء الاسرائيليون الى ادخالها في الكثير من تصميماتهم، للزعم بان الكوفية هي تراث اسرائيلي، ولم يتوقف السطو الإسرائيلي على اللباس الشعبي الفلسطيني عند الكوفية الفلسطينية، بل امتد الى سائر الملابس التراثية الفلسطينية، التي البسها هذا الكيان للمرشحات لمسابقة ملكات جمال العالم التي احتضنها قبل سنوات، زاعما ان هذه الملابس هي ملابس تراثية إسرائيلية.
ومثلما سطا الكيان الاسرائيلي على اللباس التراثي الفلسطيني، سطا كذلك على الدبكات والرقصات والاغاني التراثية الفلسطينية زاعما ايضا انها تراث اسرائيلي.
كما وصلت السرقة الإسرائيلية الى المأكولات التراثية الفلسطينية، فصارت قلاية البندورة اكلة تراثيه إسرائيلية، ومثلها الحمص والفلافل الى آخر قائمة المأكولات التراثية الفلسطينية.
في سطوه على التراث الشعبي الفلسطيني يسعى المشروع الصهيوني لصناعة تاريخ لكيانه فوق أرض فلسطين المحتلة، في نفس الوقت تجريد الفلسطينيين من تاريخهم وهويتهم.
لكل ماسبق وغيره فيجب التعامل مع التراث الشعبي الفلسطيني على انه جزء اساسي من معركة فلسطين وتحريرها. وهو جزء فيه تقصير كبير منا بالرغم من وجود جهود مبعثرة لحماية التراث الشعبي الفلسطيني، وهو تقصير لا بد من علاجه، من خلال مشروع متكامل لجمع التراث الشعبي الفلسطيني وتوثيقه وتوظيفه للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، على الدرب الطويل لتحرير ارضها.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-10-2024 09:04 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |