10-10-2024 09:05 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
هموم المنطقة تتعاظم، ويبدو أن آلة القتل الإسرائيلية لن تهدأ قريباً.. وأن الدعوات بالتهدئة سيطول صراخها، مع قلة سامعيها من المؤثرين الدوليين، وعلى رأسهم أميركا.
وفي خضم الحرب بغزة ولبنان.. يناور نتنياهو على مسألة توجيه ضربةٍ لإيران، ويحاول أن يخرج بمكاسب من «ابتزازه» للإدارة الأميركية الديمقراطية الساعية لدعم كامالا هاريس بوجه ترامب، ولا حاجة للحديث عن تأثير إسرائيل في هذه الانتخابات.
هذه بعض من هموم المنطقة.. ولكن ماذا عن همومنا؟!
إنها هموم كبيرة، تتصل بمخاوف نختلط بالتاريخ والجغرافيا والاجتماع، بل وبكل شيٍء من تفاصيل حياتنا.. ولربما أكبر المخاوف هي مخططات حكومة اليمين الإسرائيلية بتهجير سكان الضفة إلى الأردن.
ومن تصريحات المسؤولين لدينا، يبدو أن هذه المخاوف حاضرة في ذهنية الدولة وتتعامل معها بحراك يحاول تطويق وخنق هذه الفكرة من ذهنية حكومة اليمين الإسرائيلية، وهي حكومة حتى اللحظة لم تصدق بشيء، وإنما تلجأ إلى التسويف والمراوغة، سعياً لتحقيق أهدافها.
وحيال هذه المخاوف، نحن كأردنيين، كيف يجب أن نفكر؟! وكيف يجب أن نعزز خطوطنا الحمراء شعبياً؟.
إننا نحتاج إلى المزيد من إيماننا بمقدرة الأردن وقيادته وجيشه، وقدرتنا جميعاً على التصدي لأيّ محاولة عبثٍ بالأردن، لأسباب كثيرة بدءًا من حياتنا في هذا البلد، وارتباطنا به، وصولاً إلى إيماننا بأن للأردن دوراً في إسناد فلسطين، وأن الأردن كان رصيداً للأمة، بما بذله، وبما يقدمه اليوم، وبأدواره التي ستتواصل في المستقبل بإذن الله.
إن مسألة التهجير تستلزم التأكيد على أن القاعدة الوطنية في بلدنا صلبة، وأن هذه الوطنية تؤمن بأنها جزء من بلدٍ يؤدي دوره، فنحن نثق بالدولة الأردنية وقيادتها.. ولكن الخشية أحياناً من تياراتٍ «المراوغة» و"المزاودة» وبعض من الانفعاليين الذين يرفعون الشعارات بغير وعيٍ بمن صاغها، ولما أرادها!.
ونحن اليوم، وفي ظل هذه الظروف الإقليمية، وما يحاك من قبل حكومةٍ عدوةٍ متطرفةٍ بحاجة إلى وقفةٍ جادة بوجه كل من يحاول مسّ الأردن ودوره، أو يحاول جرّ الشارع إلى حديث الانفعالية.. فكل من يريد إضعاف الدولة الأردنية أو مبادئها اليوم، وبخاصة في ظل هذه الظروف.. إما أن يكون غير مدركٍ لما يحاك، أو أنه متواطئ بشكلٍ أو آخر مع مشاريع تصفوية.
نحن في بلدٍ مؤمن بدوره، ومقدرته على أن يسند فلسطين وقضيتها، وحين نقول إن قوة الأردن هي قوة لفلسطين فهذا ليس شعاراً وحسب، بل من يتأمل التاريخ يدرك ذلك.. وهذا البلد بقيادته وشعبه هو اليوم من القلاع الصامدة بفعله العروبي وقيمه الحقة، وصونه واجب على كل شريف.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-10-2024 09:05 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |