بقلم : المهندس الزراعي سالم الخصاونه

في خطوة غير مسبوقة لتنظيم قطاع الثروة الحيوانية في محافظة إربد وضمان توزيع الدعم الحكومي بعدالة، برزت نتائج مشروع الترقيم الإلكتروني للحيازات الحيوانية كدليل قاطع على نجاح الجهود الحثيثة المبذولة لضبط القطاع وتحقيق الشفافية. المشروع، الذي يمثل نقطة تحول جوهرية في تنظيم الثروة الحيوانية، أظهر نتائجه الأولية التي كشفت الأعداد الحقيقية للحيازات في المحافظة، واستبعد الحيازات الوهمية التي كانت تستنزف موارد الدولة بشكل غير مشروع.

المشروع لم يكن ليرى النور لولا القيادة الحكيمة والتوجيهات المدروسة التي قدمها مدير زراعة إربد، الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي. فقد كان الدكتور أبو عرابي القائد الفعلي لهذا المشروع الطموح، حيث أشرف شخصياً على إعداد خطة عمل متكاملة تهدف إلى ضبط وتنظيم الحيازات الحيوانية في المحافظة. وبالتعاون الوثيق مع الدكتورة أريج العثامنة، رئيسة قسم الثروة الحيوانية في إربد، تم تنفيذ هذه الخطة بخطوات منهجية ومدروسة لضمان الوصول إلى نتائج دقيقة.

اللجان العاملة تحت إشراف الدكتور أبو عرابي لعبت دورًا محوريًا في هذا النجاح. فقد قامت هذه اللجان بجولات ميدانية مكثفة لتحصيل البيانات من أصحاب الحيازات، والتحقق من صحتها على أرض الواقع، ما أدى إلى اكتشاف الحيازات الوهمية التي كانت تسيء استخدام الدعم الحكومي المخصص لتنمية الثروة الحيوانية. هذه الحيازات الوهمية كانت تمثل عقبة أمام توجيه الدعم إلى مستحقيه الفعليين، وهو ما عمل المشروع على معالجته بنجاح.

المشروع الذي أطلقه معالي وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات كان يهدف في المقام الأول إلى ضبط الدعم الحكومي الموجه لقطاع الثروة الحيوانية، لضمان وصوله إلى الفئات التي تستحقه فعلاً. كانت رؤية الوزير حنيفات واضحة، وهي القضاء على التجاوزات والممارسات غير المشروعة التي كان من خلالها بعض المستفيدين الوهميين يحصلون على الدعم دون استحقاق. هذه المبادرة تعكس التزام الحكومة بتحقيق الشفافية والعدالة في دعم القطاع الزراعي وتعزيز كفاءته.

ومن الجدير بالذكر أن عطاء المهندس محمد الحياري، أمين عام وزارة الزراعة، كان له دور بارز في متابعة هذا المشروع. حيث أظهر المهندس الحياري اهتماماً كبيراً في تحقيق أهداف المشروع، وعمل على توفير كافة الإمكانيات اللازمة لضمان نجاحه، من خلال دعمه المتواصل وتوجيهاته البناءة. إن متابعة المهندس الحياري لمراحل تنفيذ المشروع وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية قد أسهمت بشكل كبير في تحقيق النتائج الإيجابية المعلنة.

نتائج المشروع الأولية أشارت إلى انخفاض كبير في عدد الحيازات المسجلة، حيث تم استبعاد عدد كبير من الحيازات الوهمية التي كانت تستغل النظام بشكل غير قانوني. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى توجيه الموارد المالية بشكل أفضل نحو تنمية حقيقية ومستدامة للقطاع، ما يعزز من فرص المزارعين الحقيقيين ويزيد من كفاءة توزيع الدعم.

لا شك أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في تنظيم قطاع الثروة الحيوانية على مستوى المحافظة، وهو ما يشير إلى مستقبل واعد للقطاع الزراعي بشكل عام. النجاح الذي تحقق بفضل الجهود الجماعية بقيادة الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي، ودعم المهندس محمد الحياري، يعكس التزاماً راسخاً بتحقيق التنمية المستدامة وضمان توجيه الموارد إلى مستحقيها الحقيقيين.

في ختام هذا الإنجاز، يمكن القول إن مشروع الترقيم الإلكتروني للحيازات الحيوانية في إربد لم يكن مجرد خطوة تنظيمية، بل هو نموذج يُحتذى به على مستوى الأردن في كيفية تطبيق نظم حديثة ومتطورة لضمان الشفافية والعدالة في توزيع الدعم. لقد نجح الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي، بمعاونة اللجان الميدانية وبتوجيهات وزارة الزراعة، في تحقيق إنجاز حقيقي يستحق الثناء، ويعكس رؤية طموحة لمستقبل أفضل لقطاع الثروة الحيوانية والزراعة في الأردن.

هذا النجاح لن يقف عند حدود محافظة إربد فحسب، بل يمثل نموذجاً قابلاً للتطبيق على مستوى المملكة، وهو ما سيشكل خطوة حاسمة نحو تعزيز التنمية الزراعية وضمان استدامتها لخدمة المجتمع والاقتصاد الوطني.

بقلم : المهندس الزراعي سالم الخصاونه