حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,21 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6498

فقاعة اقتصادية تهدد شركات الأدوية المربحة

فقاعة اقتصادية تهدد شركات الأدوية المربحة

فقاعة اقتصادية تهدد شركات الأدوية المربحة

12-10-2024 04:06 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - جذب الذكاء الاصطناعي اهتماماً واسعاً، وتناولته مئات إن لم يكن آلاف المقالات التي تناقش تأثيره المُحتمل على المجتمع.

ويتفق العديد من هذه المقالات على أن الطفرة في مجال الذكاء الاصطناعي قد دفعت بأسهم شركات التكنولوجيا إلى مستويات مفرطة، ما يُثير المخاوف حيال وجود فقاعة اقتصادية.

لكن الذكاء الاصطناعي ليس المجال الوحيد الذي يحظى بهذا الاهتمام، فأدوية الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1) تم تسليط الكثير من الأضواء عليها بشكل متزايد؛ بسبب تأثيرها على مختلف جوانب الحياة، من الأزياء والتدريبات الرياضية إلى الصحة العامة. ومع ذلك، يبدو أن قلة قليلة تُفكّر فيما إذا كان هذا الاهتمام المُتزايد بأدوية GLP-1 سيؤدي إلى فقاعة اقتصادية جديدة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن شركتي «إيلي ليلي» و«نوفو نورديسك»، اللتين تُنتجان هذه الأدوية الرائدة في السوق، حققتا أداءً فاقَ مؤشر «إس آند بي 500» بهامش كبير خلال السنوات الخمس الماضية. وتتمتع «إيلي ليلي» بمكرر ربحية يتساوى تقريباً مع «إنفيديا».

والتوقعات لكلتا الشركتين مرتفعة حقاً. تشير تقديرات «مورنينغ ستار» إلى أن سوق هذه الأدوية ستبلغ قيمتها 200 مليار دولار بحلول عام 2031، ويرجح محللون استئثار «إيلي ليلي» و«نوفو نورديسك» بنصيب الأسد من هذه السوق.

ويُعتقد كذلك بأن الإيرادات سترتفع بنحو 3 أضعاف في عام 2031 مقارنة بالوقت الراهن، ما سيكون مدفوعاً في غالب الأمر بعقاري «زيباوند» و«مونجارو» الرائدين بين الأدوية المعتمدة في هذا المجال.

وتسلك «نوفو نورديسك» هذا المسار بقوة لكن وول ستريت تتوقع أن تبدأ إيراداتها المُحققة بفضل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 في التراجع بعد عام 2029.

والتقديرات بشأن التدفقات النقدية الحرة لكلتا الشركتين أكثر إثارة للدهشة هي أيضاً، إذ تذهب التوقعات إلى تحقيقهما إيرادات تتخطى حاجز 35 مليار دولار بحلول عام 2031. فهل التوقعات مُبالغ فيها؟ حري بنا النظر في العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار.

المنافسة شرسة في هذه السوق، وتُعد الأدوية المربحة أكثر جاذبية للمستثمرين عن طريق تركيبات وطرق توصيل مختلفة قليلاً.

وقد تحتفظ «نوفو نورديسك» و«إيلي ليلي» بتفوقهما لبعض الوقت بسبب منتجاتهما الجديدة. يوجد لدى «نوفو نورديسك» بالفعل دواء يؤخذ عن طريق الفم، لكنه ليس بالشهرة التي تتمتع بها الأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن.

وتستعد كلتا الشركتين إلى إطلاق أدوية معتمدة على الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 التي تؤخذ عن طريق الفم بجرعات أقل. لكن ستتبعهما «فايزر» و«لا روش» عما قريب في دخول السوق.

وعند الحديث عن براءات الاختراع، فمن المُقرر خسارة «نوفو نورديسك» براءة اختراعها في عام 2032، وستشهد «إيلي ليلي» المصير ذاته لكن في عام 2036.

وقد يقدم هذا تفسيراً لعلاوة التقييم التي تتمتع بها «إيلي ليلي» مقارنة بـ«نوفو نورديسك». لكن الأكثر أهمية لكلتا الشركتين هو أن منتجات «نوفو نورديسك» المعتمدة على الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 ستفقد براءة الاختراع في الصين بعام 2026، ما يمهد الطريق أمام اختراق الأدوية النوعية للأسواق الأمريكية والأوروبية.

وتبدأ السوق في خصم قيمة براءة الاختراع من سعر الأسهم قبل انتهاء أجلها بأعوام. وهنا يجب أن نتذكر الحركة العرضية التي شهدتها أسهم «أسترازينيكا» طوال أعوام وتسجيل مكرر ربحيتها رقماً مفرداً قبل انتهاء أجل براءات اختراع عقاري «نكسيوم» و«سيركويل» في أوائل العقد الأول من الألفية.

وأطلقت «فايزر» عقارها البارز «ليبيتور» في عام 1996، وبلغت إيراداتها الذروة عند 13 مليار دولار تقريباً في عام 2006، لكنها سجلت نحو 10 مليارات دولار في عام 2010، أي قبل عام من انتهاء أجل براءة الاختراع في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، بلغ سهم الشركة ذروته بحلول عام 2000، وكان مُتداولاً عند ضِعف أرباح يقل عن 10 مرات بين عامي 2008 و2011.

وتجدر الإشارة أيضاً، في سياق المنافسة، إلى أنه في حين كان «ليبيتور» الأفضل مبيعاً بين فئة أدوية «الستاتين» المضادة للكوليسترول.

فإنه كان الدواء الخامس من نوعه في السوق. إذن، لا يعني أنه لمجرد أن «إيلي ليلي» و«نوفو نورديسك» كانتا سبّاقتين في إطلاق الأدوية الأولى المعتمدة على الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 فإنهما سُيبقيان في موقع الريادة بهذه السوق.

كذلك، ستكون ثمّة تساؤلات عن الأسعار فيما بعد. وتواجه أدوية الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 مفاوضات بشأن الأسعار مع برنامج ميديكير الفيدرالي للتأمين الصحي في عام 2027.

ويشير تقرير صادر عن مكتب موازنة الكونغرس هذا الأسبوع إلى أن «ميديكير» وجهات تأمين أخرى قد تطالب بتخفيضات كبيرة في الأسعار.

وثمّة عدم يقين أيضاً حيال حجم المبيعات مستقبلاً. وكانت كارين أندريسن من «مورنينغ ستار»، واحدة من المحللين القلائل الذين أعربوا عن شكوكهم بشأن آفاق الشراء التي تنتظر «إيلي ليلي» و«نوفو نورديسك»: وقالت: «إن واحداً من أبرز التساؤلات هو إلى أي مدى سيظل المرضى بحاجة إلى العلاج.

وحتى الآن، وتبعاً لما رأيناه، فمن الصعب مواظبة المرضى على فقدان الوزن بمجرد تخليهم عن العلاج.تفكر إيلي ليلي ونوفو نورديسك وغيرهما من المنافسين في أفضل طريقة لمساعدة المرضى على الالتزام بعلاج مستمر.

ربما تكمن الإجابة في تناول الأدوية بصورة أقل تكراراً، أو بجرعة أقل. وسيكون لذلك تداعيات هائلة على توقعات إيرادات هذه الشركات على المدى الطويل، وكذلك بالنسبة للمنافع الصحية المُحتملة لتناول هذه الأدوية».

وأخيراً، فقد شهدت أدوية إنقاص الوزن تاريخاً حافلاً بالتحديات. وقد يتذكر بعضنا بروز وأفول أدوية فينفلورامين/فينترمين، وسحب دواء «أكومبليا» من السوق الأوروبية وهو الذي صنعته «سانوفي» لكنه لم يحصل على موافقة بالولايات المتحدة.

وتتردد إشاعات عن تسبب أدوية الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 في فقدان بالعضلات ومشكلات أخرى وقد تظهر مشكلات جديدة أخرى مع ازدياد قاعدة المستخدمين.

عموماً، لسنا على دراية كافية بما إن كان هناك مبالغة في تقييم «إيلي ليلي» و«نوفو نورديسك» لكن الشركتين ستحققان أرباحاً مهولة على مدى الأعوام المقبلة، حال عدم تطوير شركات الأدوية الأخرى عقارات بديلة على مدى العامين المقبلين.

وبافتراض عدم ظهور أي أعراض جانبية مثيرة للقلق، وإذا كانت غالبية المرضى سعداء بمواصلة تناول هذه الأدوية على المدى الطويل، وكذلك إذا سارت مفاوضات الأسعار بصورة جيدة.

ومع ذلك، فإن ما يقلقنا هو أن أحداً في السوق لا يبدو أنه يضع الجوانب السلبية لأدوية الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 في اعتباره عند تداول الأسهم. ويُعد الإجماع، في عالم الأسواق، خطيراً في العادة.











طباعة
  • المشاهدات: 6498
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-10-2024 04:06 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم