13-10-2024 08:56 AM
بقلم : أحمد الحوراني
اول من أمس عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أرض الوطن بعد مشاركة فاعلة في قمة دول جنوب أوروبا «ميد 9» التي عقدت في مدينة بافوس القبرصية والتي كان فيها جلالته صريحا وواضحا في مواقفه الثابتة والمعلنة أمام العالم أجمع لا سيما عندما يرتبط الأمر بالحرب الهمجية والاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال على غزة التي دخلت عامها الثاني في ظل قصف مستمر والمئات من الجرحى والشهداء مما يجعل جلالته يشدد في كل مرة على دعوة اقطاب المجتمع الدولي للتقدم الجاد في تحمل مسؤولياته لإيقاف دوامة العنف الدائرة هناك بلا هوادة.
يستثمر جلالة الملك الوقت بحنكة وسياسة ودبلوماسية ويحمل هموم الأمة ويحمل على عاتقه ملفاتها الحيوية التي تتقدمها القضية الفلسطينية والحرب الشعواء على غزة جملة وتفصيلا وهكذا فعل في كل مناسبة ولقاء جمعه مع قادة ورؤساء الدول والحكومات ورجال الإعلام والسياسة في كل مكان والتي كان آخرها لقاءاته المنفصلة والغنية بالدلالات مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس الوزراء السلوفيني روبرت غولوب، ورئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، وجميع هؤلاء وغيرهم يصغون جيدا عندما يتحدث الملك ويبادلونه الرأي ويشاركونه قناعاته ورؤاه وتوقعاته للنتائج الكارثية والتداعيات الخطيرة للحرب التي ما انفك جلالته يؤكد أنها لن تقف عند حدود غزة ولبنان فقط بقدر ما سوف يتسع مداها لتشمل العالم بأسره وهذا ما لا يمكن القبول به وما يجب الاستمرار في التحرك لأجل ايقافه والحيلولة دون مضي إسرائيل في تنفيذ مخططاتها ومشاريعها التوسعية والاستيطانية وسعيها لتهجير السكان في فلسطين من مدنهم وقراهم وهو ما شكل رفضا قاطعا جاء على لسان جلالته في كل مناسبة خاصة في خطابه الأخير الشهر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحده.
في قبرص واصل الأردن بقيادة جلالة الملك دوره الشجاع في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وراح يؤكد مجددا ويحذر من خطورة ممارسات المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، واستمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الأمر الذي يتنافى مع العهود والمواثيق الدولية والإنسانية والأخلاقية مما يحتم ان تكون هنالك رغبة دولية جادة للتحرك الفوري العاجل لارغام إسرائيل على إيقاف حربها مستذكرين تحذيرات جلالته الني يؤكد فيها أن الإقليم سيبقى رهينة العنف ما لم يتم إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
ينشغل الملك الهاشمي بملفات الأمة كاملة ويحسن في استثمار الوقت والقمة ويشدد مجددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويعيد لها أمنها واستقرارها، ويهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين وناقش الاجتماع تبعات أزمة اللاجئين، ويلفت جلالته إلى التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن في ظل الانخفاض الحاد في تمويل خطة الاستجابة للأزمة، الأمر الذي زاد الضغط على البنى التحتية والخدمات العامة، خاصة في قطاعي المياه والطاقة.
هذا هو الملك الشجاع في مواقفه ومنذ بدأت الحرب ومن قبل السابع من أكتوبر الفين وثلاثة وعشرين يمسك بزمام الأمور ويتكلم بلغة الحكمة والاعتدال ويتمسك بتغليب لغة الحوار ويبذل ما بوسعه للتوصل إلى حل يرضي أطراف المعادلة ويطالب برفع الظلم على أهلنا في غزة ولا عجب فهو الزعيم العربي الهاشمي الذي يجسد المدد والعون والسند للمظلومين في كل مكان فكيف اذا تعلق الأمر بفلسطين.
ahmad.h@yu.edu.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-10-2024 08:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |