16-10-2024 11:57 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لا شيء اوضح ولا اصدق ولا ادق من هذا الذي حدث بالامس حين قصفت طائرة ال ( 35-IF ) خيام الابرياء الفارين من التقتيل الجماعي الوحشي والاجرامي فجاءت هذه الحادثة الارهابية لتكون شهادة حقيقية حية على هزيمة كل الدول المشاركة في هذه الإبادة الجماعية التي يشتركون فيها والتي يسجلها التاريخ مباشرة دون تأخير حتى لا يتلاعب بها المنافقون والمنبطحون والمارقون والدجاجلة الكاذبون لكي تبقى وصمة عار في تاريخ كل هؤلاء المشاركين ، وجاء هذا الحدث تاكيدا على استحقاق هؤلاء لأبشع واسوأ شهادة سوء سلوك عرفتها البشرية منذ قرون .
سلامٌ على عقلي وفهمي وسلامٌ على فهم وعقول الناس اجمعين إذا كان هذا الذي حدث يحتاج إلى محللين وخبراء عسكريين او إلى مبتدئين في تحليل السلوك السوي للبشر ،
نصف عاقل لو عُرِضَ عليه امرٌ كهذا لن يقبلَ به ؛
طائرة ( IF - 35 ) آخر واحدث ما صنعته البشرية كآلةٍ تدميريةٍ تحمل افتك واثقل ما أنتجته المصانع العسكرية من قنابل تزن اكثر من طنين من المتفجرات شديدة الانفجار والتدمير للبشر والشجر والحجر ، وهذه الطائرة وما تحمله تصل كلفتها ما يزيد عن ثمانين مليون دولار أمريكي ، وهنا نسأل :-
ايها النصف عاقل ؛ اتوافق على أن تُرسَل هذه الطائرة لتلقي حمولتها المُدَمِّرِةِ لكل شيء على خيمةٍ من قماشٍ بالي تُظِلُّ طفلاً وامرأة وشيخاً كبيرا ؟؟
هذا سلوك جيوش مهزومة متقهقرة تريدُ الفرار والنجاة بنفسها ،
وهنا نطلب رأي خبراء الحروب المُجَرِّبين ،
هنا نفتح الآذان لسماع ما يقولون ويشرحون لنا كيف لقوى دولٍ عظمى اجتمعت بِقَضِّها وقَضيضِها على طائفةٍ مِن المقاومين المدافعين عن ارضهم وعرضهم على مساحة من الارض المكشوفة المستوية التي ليس فيها وادٍ او جبل وليس فيها شجر ولا تتسع لاصطفاف نصف عدد الآليات العسكرية التي أُحضرت واحيطت بها ، كيف صمدت هذه الطائفة وما زالت صامدة وتقاوم وتطلق الصواريخ بعد مرور اكثر من عام وهم محاصرون من كل جهات الارض !!
لن تقلب كل ترسانة هذه الدول المهزومة المشارِكةِ في هذه الحرب الاجرامية وفي مقدمتها ترسانة امريكا التي تكاد تنفذ من مخازنها هناك ومن مخازن قواعدها المنتشرة في انحاء العالم من كافة انواع الأسلحة والذخائر المُحَرَّمة منها والمُجَرَّمة حتى ولو القت بقنابلها النووية على الارض المحروقة هناك ، لا ولن تستطيع ان تقلب هزيمتهم الى نصر ولو مُسِحَت غزة عن وجه الارض .
السؤال الشرعي والوحيد الاكيد والمُحَيِّر هو
" ما بعد امريكا " في ظل تأكيد ان الصين لم ولن تكون في يوم من الايام زعيمة هذا العالم بل ستدفع بها الأحداث الجارية الان الى الخلف اكثر فأكثر ،
واما روسيا فهي تصارع من اجل البقاء في حربها مع اوكرانيا ، ويا للعجب عندما نسمع اليوم ان ايران تواجه تهمة تزويد روسيا بالصواريخ البالستية ،
الا يدعو هذا للقلق!!
لن تغادر امريكا المنطقة منفردة تجر اذيال هزيمتها ، واستطراداً اقول " لا تندهش ولا تستغرب عندما اقول هزيمة امريكا فهي لم تصل الى كعب امبراطورية روما ولا فارس اللتين هزمتهما وأطاحت بهما قوة ناشئة قليلة العدة والعدد وانهتهما الى الابد في بضع سنين"
وانما كما نرى ونسمع فهي تعمل على توريط العالم اجمع إن استطاعت في عمليةِ تصادمٍ كبرى من اجل التغطية على سقوطها وقد مهَّدَت لهذا بالغاء كل الهيئات والمنظمات الدولية بصورة ممنهجة وأفرغتها من كل أدواتها وصلاحياتها لانها اتخذت القرار بأن تكون هي بنفسها الخارجة عن القانون .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-10-2024 11:57 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |